جاكرتا - ولد ياسر عرفات، وهو شخصية معروفة باسم زعيم ووالد منظمة الحرية الفلسطينية، في 24 آب/أغسطس 1929. مات بشكل مأساوي، محاصراً في عزلة بائسة. كما كانت هذه الوفاة بداية نهاية ثورة أحيت الوعي الوطني الفلسطيني. ثورة تحيي روح الشعب الفلسطيني ليقرر المصير على أرضه.
إن نضال عرفات من أجل تحرير فلسطين طويل بما فيه الكفاية. وابتداء من الخمسينات، أسس عرفات منظمة تسمى فتح. تأسست المنظمة لتحرير فلسطين بسلاح الشعب. وتحت قيادة عرفات، كانت فتح لا تشبه أي دولة عربية أخرى.
فتح لديها أيديولوجيتها الخاصة، ولا حتى تتلقى المساعدة من الدول العربية. ومع ذلك، تلقى عرفات مساعدات من الكويت وقطر. وتعتبر الدولتان عرفات دولة مخلصة لتقديم المساعدة له . بيد ان عرفات تلقى مع مرور الوقت مساعدات من دولتين اخريين هما السودان وليبيا .
وعلاوة على ذلك، نجح عرفات في الجمع بين مختلف المنظمات. في عام 1964، تأسست منظمة الحرية الفلسطينية ( منظمة التحرير الفلسطينية ). وغالبا ما تشن فتح في ظل منظمة التحرير الفلسطينية هجمات على اسرائيل. وكثيرا ما ترد إسرائيل على هذه الهجمات بالمثل. وللأسف، كان معظم الضحايا من المدنيين.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان التحول بين محادثات السلام واعواد العنف هو السمة المميزة للحياة السياسية لعرفات . وفى ندائه الانفعالى الى قيام دولة فلسطينية فى الجمعية العامة للامم المتحدة فى عام 1974 ارتدى عرفات سارونج بينما كان يحمل سروال زيتون .
وفي الجلسة، أعلنت الأمم المتحدة أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد لفلسطين. وصنّف بعض الخبراء تصرفات عرفات بالسارونج والزيتون على أنها طريقته في نقل الرسالة: اليوم جئت بالزيتون وأسلحة الحرية. لا تدع الزيتون يسقط من هذه اليد.
وحتى عام 1988 رفض عرفات اعتراف اسرائيل مصرا على الكفاح المسلح . إن دبلوماسية خط السلام ليست في قاموس عرفات. وقد اختار طريق الدبلوماسية بعد احتضانه للرئيس العراقى صدام حسين خلال حرب الخليج عام 1991 . وكانت حركته مذلة سياسياً. كما كان مفلسا ماليا. فبدون السلطة والنفوذ، يشبه عرفات تغيير المسار. لقد دخل ببطء في طريق الدبلوماسية.
وفي ايلول/سبتمبر 1993، حصل عرفات على اعتراف عالمي بتوقيعه معاهدة سلام محدودة مع اسرائيل. ويحمل اعلان عرفات عددا من المبادىء التى تمنح اعترافا مشتركا وتتفكك الانتقال الى الحكم الذاتى الفلسطينى فى اجزاء من الضفة الغربية وغزة . والمنطقتين تخضعان للسيطرة الاسرائيلية منذ ان انتصرا فى الحرب العربية الاسرائيلية عام 1867 .
تتويجا للمفاوضات السرية في أوسلو، تم التوصل إلى اتفاق بوساطة الرئيس بيل كلينتون، واختتم بمصافحة مذهلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وياسر عرفات في حديقة البيت الأبيض. وقد جلب السلام عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلى اسحق رابين جائزة نوبل للسلام فى عام 1994 . وفي العام التالي، وقعا معاهدة جديدة هي أوسلو الثانية، التي أرست الأساس لسلسلة من اتفاقات السلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
سنوات لاحقةوعلى الرغم من أفضل الاتفاقات والخطط بين الطرفين، فإن السلام يصعب دائما أن يعيشه. بدأت إسرائيل تطوراً هائلاً في المنطقة التي يطالب بها بموجب مرسوم في اتفاق أوسلو. وقد احتت العلاقات عندما اعيد انتخاب ياسر عرفات رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية فى عام 1996 وانتخب بنيامين نتانياهو رئيسا للوزراء الاسرائيليين . ورفض نتنياهو الوضع الفلسطيني وواصل بناء المستوطنات. كما تعتبر اسرائيل ان عرفات لا يمنح الثقة الكاملة للجماعات الامنية الفلسطينية . هذا ما يبعد كلا الجانبين عن السلام.
وفى عام 2000 قرر عرفات رفض المستوطنات المعروضة بموجب اتفاقيات اوسلو التى اقترحها رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود باراك . وتدعي إسرائيل أن المقترحات التي قدمتها قد لبت معظم المطالب السابقة. الا ان عرفات شعر ان المطالب الفلسطينية لم تلب من قبل. ثم زعم أن عرفات فشل في الرد على مقترحاته الخاصة، مما أضعف فعلياً المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة. واستمر عرض إيهود باراك في التحول وفشل في نهاية المطاف في تلبية احتياجات الفلسطينيين.
وبعد الفشل الذريع، زار أرييل شارون، الذي كان آنذاك المعارضة في إسرائيل، ساحة القدس خارج المسجد الأقصى في أواخر أيلول/سبتمبر. وانفجر الفلسطينيون في احتجاجات عنيفة، مما أثار ما كان يسمى آنذاك بانتفاضة ثانية. وقد أسفر هذا العمل عن مقتل أكثر من 900 إسرائيلي وحوالي ثلاثة آلاف فلسطيني. أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية هشة في الصراع المسلح.
في عام 2004، تنفس عرفات أنفاسه الأخيرة. وقبل ان يمرض عرفات ، كان محاصرا اثناء وجوده فى رام الله . ونفذ الحصار إسرائيل تحت قيادة أرييل شارون وأيده الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش. بيد انه بسبب تدهور حالته الصحية سمحت اسرائيل لعرفات بالتماس العلاج فى فرنسا . واستمرت صحته في التدهور حتى دخل في غيبوبة وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004، أعلن وفاة عرفات.
ترك عرفات إرثاً غامضاً. ومن ناحية أخرى، نجح عرفات في خلق حركة تقودها منظمة التحرير الفلسطينية ووعي المجتمع الفلسطيني بالاستقلال. كما جعل عرفات العالم الفلسطيني الواعي كيانا مختلفا. ولكن من ناحية أخرى، ترك عرفات انطباعاً استبدادياً ولم يضع الحرب إلا في المقام الأول. والدليل على ذلك اندلاع حروب مختلفة مثل الحربين اللبنانية والأردنية. ووصفها عرفات بانها نضال منظمة التحرير الفلسطينية من اجل الحرية الفلسطينية ضد اسرائيل . ولكن حتى هذه اللحظة، لا تزال فلسطين تفقد وطنها.
The English, Chinese, Japanese, Arabic, and French versions are automatically generated by the AI. So there may still be inaccuracies in translating, please always see Indonesian as our main language. (system supported by DigitalSiber.id)