انقلاب السودان: قبل اعتقاله واقتاده من قبل الجيش، سنحت لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك فرصة للقاء المبعوث الأمريكي الخاص
جاكرتا - عقد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، في نهاية الأسبوع الماضي اجتماعا مع المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، قبل أن يعتقله الجيش وياقتاده لعدم دعمه لانقلاب القوات المسلحة يوم الاثنين.
اعتقلت القوات العسكرية ما لا يقل عن خمسة من كبار الشخصيات الحكومية السودانية، مما وضع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية يوم الاثنين، حسبما ذكر مسؤولون، في الوقت الذي دعت فيه الجماعة الرئيسية المؤيدة للديمقراطية في البلاد الناس إلى الشوارع لمحاربة الانقلاب العسكري.
وكان عشرات الالاف من السودانيين تظاهروا الاسبوع الماضي في عدة مدن دعما لنقل السلطة الى المدنيين ومقاومة اعتصام استمر اياما امام القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم مطالبين باعادة "الحكم العسكري".
وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قد وصف في وقت سابق الانقسام في الحكومة الانتقالية بأنه "أسوأ وأخطر أزمة" تواجه العملية الانتقالية. ونفى يوم السبت الشائعات التي ترددت عن موافقته على تعديل وزاري، واصفا إياها بأنها "غير دقيقة". كما أكد رئيس الوزراء أنه لا يحتكر الحق في تقرير مصير المؤسسات الانتقالية".
وفي اليوم نفسه، التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان برئيس الوزراء حمدوك، يرافقه رئيس مجلس الحكم السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان والقائد شبه العسكري محمد حمدان داغالو.
ونقلت السفارة الاميركية في الخرطوم عن صحيفة صباح في 25 تشرين الاول/اكتوبر ان "فيلتمان اكد دعم الولايات المتحدة لانتقال ديموقراطي مدني برغبات الشعب السوداني".
ويقول المحللون إن الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة تظهر دعما قويا للديمقراطية التي يقودها المدنيون، لكن المظاهرات في الشوارع التي تم تحذيرها قد لا يكون لها تأثير يذكر على الفصائل القوية التي تضغط من أجل العودة إلى الحكم العسكري.
وجاءت اعتقالات الاثنين بعد أسابيع من تصاعد التوترات بين القادة المدنيين والعسكريين السودانيين. أدت محاولة انقلاب فاشلة في سبتمبر/أيلول إلى تصدع البلاد على أسس قديمة، مما أدى إلى تأليب المحافظين الذين أرادوا الحكم العسكري ضد أولئك الذين أطاحوا بعمر البشير قبل أكثر من عامين في احتجاجات حاشدة.
وكان تلفزيون الحدث قد عين وزير الصناعة ابراهيم الشيخ ووزير الاعلام حمزة بالول والمستشار الاعلامى لرئيس الوزراء فيصل محمد صالح من بين كبار الشخصيات الحكومية التى اعتقلها الجيش . كما تم اعتقال المتحدث باسم المجلس الحاكم السوداني محمد الفقي سليمان ومحافظ العاصمة السودانية الخرطوم أيمن خالد.
وقالت وزارة الإعلام في بيان على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "القوات العسكرية المشتركة اعتقلت أعضاء مدنيين في المجلس الانتقالي السيادي وعددا من وزراء الحكومة الانتقالية".
واضافت الوزارة "لقد نقلوا الى مكان مجهول". وقالت ان رئيس الوزراء حمدوك اعتقل الاثنين بعد ان رفض دعم انقلاب القوات المسلحة.
وقالت ان القوات المسلحة اعتقلت حمدوك يوم الاثنين بعد ان رفض دعم انقلاب عسكرى .
وقالت الوزارة "بعد أن رفض أن يكون جزءا من الانقلاب، اعتقلت قوات الجيش رئيس الوزراء عبد الله حمدوك واقتادته إلى مكان مجهول".
وفي الوقت نفسه، قالت جمعية المهنيين السودانيين، وهي مجموعة تقود المطالب بالانتقال إلى الديمقراطية، إن هناك انقطاعا في إشارات الإنترنت والهاتف في جميع أنحاء البلاد. وحث المواطنين فى بيان صحفى على رفض محاولات الجيش للاستيلاء على السلطة .