بذريعة محاربة الإرهابيين، مسؤولون روس يقولون إن الولايات المتحدة تحاول نشر جيشها بالقرب من أفغانستان
جاكرتا - قال مسؤولون روس إن الولايات المتحدة تخطط للحفاظ على وجودها العسكري حول أفغانستان، بعد انسحابها من البلاد بعد حرب طويلة استمرت 20 عاما.
وقال يوري كوكوف نائب رئيس مجلس الامن الروسي ان واشنطن لم تتخل عن تطلعاتها الجيوسياسية في المنطقة سعيا منها الى تعزيز موقفها في افغانستان المجاورة مثل اوزبكستان وطاجيكستان بحجة مكافحة الارهاب.
وقال كوكوف في مقابلة مع صحيفة روسيسكايا غازيتا نقلا عن سبوتنك نيوز في 6 تشرين الأول/أكتوبر" في الواقع، هناك تهديد له طبيعة جيوسياسية (لروسيا)، نابع من حقيقة أن الولايات المتحدة لم تتخل حقا عن طموحاتها في المنطقة".
وبدلا من ذلك، وتحت ذريعة محاربة الجماعات الإرهابية، يسعون إلى الحصول على موطئ قدم في أفغانستان المجاورة وإنشاء قواعد هناك للمركبات الجوية بدون طيار ومراكز التدريب لتدريب الأفراد العسكريين المحليين، وإنفاذ القانون، والأفراد العسكريين الخاصين. وهذا يعنى اساسا تقريب البنية التحتية للناتو من حدود روسيا " .
التعليق على العمليات "الديناميكية" و"المتناقضة" التي تجري في أفغانستان، بما في ذلك الانهيار المأساوي وغير المتوقع للحكومة وقوات الأمن في غضون أيام في منتصف أغسطس/ آب.
وقال كوكوف ان الشئ الوحيد الذى يمكن ان يقال بثقة هو ان الحملة العسكرية التى استمرت 20 عاما من جانب الولايات المتحدة وحلفائها فى افغانستان لم تنته عبثا فحسب بل زادت من حدة الازمة فى البلاد من نواح كثيرة .
وقال " ان اهم شىء فى الحرب ضد الارهاب هو النتيجة . ونحن نرى انه نتيجة لوجود التحالف فى افغانستان فان البلاد استولت عليها اساسا المنظمة الارهابية الدولية المعروفة باسم حركة طالبان " .
واعرب كوكوف عن قلقه من احتمال دخول افغانستان مرة اخرى فى حرب اهلية نظرا تجانس البلاد وتكوينها العرقى وكذا تأثير العشائر والروابط القبلية والتقاليد بالاضافة الى تدهور الوضع الانسانى الذى قال انه يمكن ان يعزز الجماعات المتطرفة .
وحذر كوكوف من ان "هذه العوامل تشكل خطرا من انتشار الارهاب في آسيا الوسطى والى الاراضي الروسية".
وفي شهادة أدلى بها أمام المشرعين في أواخر الشهر الماضي، أفادت تقارير أن مسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى أشاروا إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تجري محادثات مع موسكو حول استخدام القواعد الروسية في آسيا الوسطى لتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب في أفغانستان.
كما أشار المسؤولون إلى أن واشنطن تتحدث إلى حكومات طاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزستان ودول أخرى حول الحقوق الأساسية المحتملة.
وفى الشهر الماضى ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان رئيس الاركان المشتركة الامريكى الجنرال مارك ميلى اثار موضوع القواعد الروسية فى اسيا الوسطى ردا على التهديد الارهابى فى افغانستان فى محادثات مع رئيس الاركان العامة الروسى فاليرى جيراسيموف فى هلسنكى يوم 22 سبتمبر . ووصف المسؤولون الذين تحدثوا الى الصحيفة رد فعل جيراسيموف على اقتراح ميلى بانه " غير ملتزم " .
وفي الوقت نفسه، أشار مسؤولون روس آخرون، بمن فيهم نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، في وقت سابق إلى أن موسكو لا ترى "كيف يمكن لأي شكل من أشكال الوجود العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى أن يعزز أمن الدول المعنية و/أو جيرانها". وقال ريابكوف ان مثل هذا الانتشار " لن يكون بالتأكيد فى مصلحة روسيا " .
وتجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس بايدن اتصلت لأول مرة بالقادة في أوزبكستان وطاجيكستان لمناقشة القضايا الأساسية في أيار/مايو.
سافر مسؤولو الأمن الداخلي إلى طشقند لمناقشة التعاون المحتمل في مكافحة الإرهاب في يوليو/تموز، عندما التقى مسؤولون في وزارة الخارجية والبنتاغون بوزيري خارجية أوزبكستان وطاجيكستان في واشنطن.
نشرت الولايات المتحدة قوات لفترة وجيزة في طاجيكستان في عام 2001، وفي أوزبكستان بين عامي 2001 و2005، في المرحلة المبكرة من الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان. وبين عامي 2001 و2014، تمكنت واشنطن أيضا من الوصول إلى المرافق العسكرية الرئيسية في قيرغيزستان، التي كانت تستخدم كمركز لنقل القوات والمعدات والإمدادات من وإلى البلاد التي مزقتها الحرب. السلطات الأوزبكية والقرغيزية "تطرد" القوات الأمريكية من بلديهما بعد اتهام واشنطن بالتدخل في شؤونها الداخلية.
يذكر ان طاجيكستان وقرغيزستان حليفتان لروسيا فى منظمة معاهدة الامن الجماعى . وتحتفظ أوزبكستان بسياسة الحياد ولكنها شاركت في التعاون الأمني والمناورات مع القوات الروسية.