حكم طالبان: وكالات الإغاثة الأجنبية تتراجع وتترك مليارات الدولارات في أفغانستان
وقد نجحت حركة طالبان في دخول كابول واحتلت القصر وسيطت على السلطات في أفغانستان. جعل المدنيين يتدفقون على الرغبة في مغادرة البلاد، جنبا إلى جنب مع عمليات الإجلاء التي تقوم بها الدول الأجنبية.
وهذا يثير تساؤلات لوكالات الإغاثة في أفغانستان، التي يتعين أن تتعاون مع طالبان، أو تتخلى عن سنوات من الاستثمار في البلد و38 مليون أفغاني؟
وقد وعدت طالبان فى الاسبوع الماضى بعلاقات سلمية مع الدول الاخرى وحقوق المرأة ووسائل الاعلام المستقلة . بيد ان بعض الدبلوماسيين السابقين والاكاديميين ووسائل الاعلام يقولون ان طالبان مازالت كما كانت من قبل .
بالنسبة لوكالات الإغاثة الأجنبية، يمثل الوضع "مفارقة"، كما قال روبرت كروز، أستاذ التاريخ في جامعة ستانفورد ومؤلف كتاب عام 2015 "أفغانستان الحديثة: تاريخ أمة عالمية".
وقال "إذا كنت عامل إغاثة في مستشفى حكومي، فأنت تخدم نظاما شرعيته متوازنة".
لكن إذا ذهب الجميع إلى ديارهم، هل ستنهار البلاد؟"
وقال مايكل ماكينلي، الذي شغل منصب سفير أفغانستان في العامين 2015 و2016، إن ميزانية الحكومة الأفغانية ممولة بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة من المانحين الدوليين، بما في ذلك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وأفغانستان الآن معرضة لخطر الانهيار الاقتصادي بدون هذه المساعدة.
وقال ماكينلي الذي يعمل حاليا مع مستشاري مجموعة كوهين ان "طالبان ستحتاج الى تمويل خارجي كبير ما لم تتراجع الى ما فعلته من 1996 الى 2001 التي تدير الحكومة اساسا الى مستوى ادنى".
"العيش من تجارة المخدرات لا يعطيهم وسيلة للبقاء في السلطة".
وفي حين قامت الحكومات الأجنبية ووكالات الإغاثة بإجلاء آلاف الأشخاص، إلا أنها تركت مليارات الدولارات في مشاريع تابعة، معظمها من خلال الصندوق الاستئماني لإعادة الإعمار الأفغاني.
وقد خصصت الولايات المتحدة 145 مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان منذ عام 2002، حسبما أظهر تقرير صادر في 30 تموز/يوليو عن المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان.
ويساهم البنك الدولي بأكثر من بليوني دولار لتمويل 27 مشروعا نشطا في أفغانستان، من البستنة إلى نظم الدفع الآلي، وهو جزء من أكثر من 5.3 بليون دولار أنفقها مقرضو التنمية على تنمية البلد وإعادة بنائه.
وقال البنك يوم الثلاثاء انه اوقف المدفوعات فى عملياته فى افغانستان ويراقب الوضع عن كثب .
وفى يوم الجمعة هبطت طائرة قادمة من كابول فى اسلام اباد وعلى متنها 350 لاجئا من بينهم موظفون من مجموعة البنك الدولى ومؤسسات دولية اخرى . وأكدت مذكرة داخلية للبنك الدولي اطلعت عليها رويترز أنه تم إجلاء موظفيها المقيمين في كابول، بمن فيهم الموظفون الأفغان، مع أسرهم المباشرة.
وقال " ان عملنا فى افغانستان حاسم للتنمية فى جميع انحاء المنطقة . آمل أن نتمكن من إحداث تأثير إيجابي بمجرد استقرار الوضع".
وذكرت المجموعة فى بيان لها انه بينما مازال بنك التنمية الاسيوى ، الذى يقوم ايضا بعمليات واسعة النطاق فى افغانستان ، ملتزما بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى افغانستان .
وفي إشارة إلى عدم وضوح اعتراف أعضائه بالحكومة الأفغانية، صندوق النقد الدولي وصول أفغانستان إلى موارد الصندوق، بما في ذلك حوالي 440 مليون دولار من الاحتياطيات النقدية الجديدة التي خصصها صندوق النقد الدولي يوم الاثنين.
وتنقسم الشركات، بما في ذلك كبرى شركات وسائل التواصل الاجتماعي الأميركية ومجموعات الموارد الطبيعية، حول كيفية التعامل مع طالبان، وهي صورة مصغرة من التناقضات الأوسع نطاقا في كيفية تصنيف المجتمع الدولي للجماعة.
وقال "علينا ان نقبل على مستوى ما التصريحات الصادرة عن قيادة طالبان. عليهم أن يثبتوا أنهم جادون في هذا الأمر"، يقول دانيال روندي من دائرة الاستخبارات الأمنية الكندية.