شهادة مراسل رويترز حول التفجير الانتحاري في سوق بغداد: دماء وأحذية متناثرة

جاكرتا - فجر رجلان نفسيهما في سوق مزدحم في منطقة بغداد يوم الخميس، 21 كانون الثاني/يناير. واسفر الانفجار عن مقتل 32 شخصا على الاقل.

وصفت السلطات أول تفجير انتحاري كبير في العراق منذ ثلاث سنوات بأنه علامة على أن داعش ينشط مرة أخرى. وشاهد مراسلو رويترز، الذين وصلوا إلى مكان الحادث بعد الانفجار، بركة من الدماء والأحذية متناثرة في سوق الملابس في ساحة الطياران في وسط المدينة. وقالت السلطات الصحية ان ما لا يقل عن 110 اشخاص اصيبوا .

واضاف ان "قاذفة قنابل جاءت وسقطت على الارض وبدأت تشكو من ان معدتي تؤلمني وضغط على المفجر في يده. لقد انفجرت على الفور الناس ممزقون إلى أشلاء"، قال بائعون متجولون لم يرغبوا في ذكر أسمائهم.

وقد توقفت الهجمات الانتحارية، التي كانت تحدث بشكل شبه يومي في العاصمة العراقية، بنجاح في السنوات الأخيرة منذ هزيمة داعش في عام 2017. إن غياب أي هجوم هو جزء من تعزيز أمني شامل أعاد الحياة الطبيعية إلى بغداد.

وقال قائد الدفاع المدني اللواء كاظم سلمان للصحافيين ان "تنظيم داعش الارهابي ربما كان وراء الهجوم".

ويبدو أن مقطع فيديو، تم التقاطه من السطح وتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر انفجاراً ثانياً اجتاح الناس الذين تجمعوا في المنطقة. وأظهرت الصور التي تم نشرها على الإنترنت، والتي لم تتمكن رويترز من التحقق منها بشكل مستقل، عدة قتلى وجرحى.

وتم نشر قوات الأمن العراقية وسد الطرق الرئيسية لمنع هجمات المتابعة المحتملة. ووقع الهجوم يوم الخميس في نفس السوق الذي وقع فيه آخر هجوم كبير في يناير/كانون الثاني 2018. وفي ذلك الوقت، قُتل 27 شخصاً.

وقال مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى فى بيان مقتضب ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظى عقد اجتماعا مع كبار القادة الامنيين لبحث هجوم يوم الخميس .

وقال متحدث عسكري في بيان ان كاظمي اقال بعد الاجتماع القائد العام للامن والشرطة ونائب وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات ومدير مكافحة الارهاب والاستخبارات في وزارة الداخلية وكذلك قائد الشرطة الفدرالية.

كانت الهجمات الانتحارية على أهداف مدنية تكتيكاً للمتمردين المسلمين السنة خلال الاحتلال الأمريكي للعراق بعد الغزو الذي أطاح بصدام حسين في عام 2003، واستخدمه تنظيم «الدولة الإسلامية» في وقت لاحق، الذي سيطر على ثلث البلاد في عام 2014.

في عام 2017، تم طرد مقاتلي داعش من جميع الأراضي التي يسيطرون عليها، على الرغم من أنهم يواصلون تنفيذ هجمات أصغر ضد القوات العراقية ومهاجمة عدد من المسؤولين، لا سيما في الشمال.