رفضوا اعتراضات ميانمار والمحكمة الجنائية الدولية تواصل قضية الإبادة الجماعية لمسلمي الروهينغا
جاكرتا (رويترز) - رفضت المحكمة الدولية يوم الجمعة اعتراضات ميانمار على قضية إبادة جماعية بسبب معاملتها لأقلية الروهينجا المسلمة مما يمهد الطريق للاستماع إلى القضية بالكامل.
وتقول ميانمار، التي يحكمها الآن المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في عام 2021، إن غامبيا، التي رفعت الدعوى، ليس لديها القدرة على القيام بذلك في المحكمة العليا للأمم المتحدة، المعروفة رسميا باسم المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية.
لكن القاضي جوان دونوغو الذي ترأس الجلسة قال إن جميع الدول التي وقعت على اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 يمكنها ويجب عليها أن تعمل على منع الإبادة الجماعية وإن المحاكم لها اختصاص قضائي في القضية.
وقال "غامبيا، كدولة طرف في اتفاقية الإبادة الجماعية، وقفت متفرجة"، متلا ملخصا لحكم اللجنة المؤلفة من 13 قاضيا، وفقا لرويترز في 22 يوليو/تموز.
وستشرع المحكمة الآن في الاستماع إلى الأسس الموضوعية للقضية، وهي عملية ستستغرق سنوات.
ومن المعروف أن غامبيا تولت نضال الروهينجا في عام 2019، بدعم من منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة، في دعوى قضائية تهدف إلى محاسبة ميانمار ومنع المزيد من إراقة الدماء.
وقالت وزيرة العدل الغامبية داودا جالو خارج قاعة المحكمة إنها "سعيدة جدا" بالقرار وإنها واثقة من أن الدعوى ستسود.
وتورطت غامبيا بعد أن زار سلفه أبو بكر تامبادو، المدعي العام السابق في محكمة تابعة للأمم المتحدة في رواندا، مخيما للاجئين في بنغلاديش وقال إن القصص التي سمعها تثير ذكريات الإبادة الجماعية في رواندا.
وفي الوقت نفسه، قال ممثل في ميانمار إن البلاد ستبذل "قصارى جهدها" لحماية "المصالح الوطنية" للبلاد في مزيد من الإجراءات.
ولوح محتجون خارج بوابات المحكمة بلافتات حمراء كتب عليها "بورما حرة" وهتفوا في وجه سيارات تقل ممثلين عن المجلس العسكري بعيدا عن المبنى بعد القرار.
وخلصت بعثة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة إلى أن الحملة العسكرية التي شنتها ميانمار عام 2017 والتي دفعت 730 ألف من الروهينغا إلى بنغلاديش المجاورة شملت "أعمال إبادة جماعية".
ونفت ميانمار الإبادة الجماعية، ورفضت نتائج الأمم المتحدة ووصفتها بأنها "متحيزة ومعيبة". وأضافت أن الحملة تستهدف متمردي الروهينجا الذين نفذوا الهجمات.
وفي حين أن قرارات محاكم لاهاي ملزمة وتتبعها البلدان عموما، فلا توجد طريقة لإنفاذها.
وفي قرار مؤقت صدر عام 2020، أمر ميانمار بحماية الروهينغا من الأذى، وهو انتصار قانوني أرسى حقوقهم بموجب القانون الدولي كأقلية محمية.
لكن جماعات الروهينجا ونشطاء حقوق الإنسان يقولون إنه لم تبذل جهود ذات مغزى لإنهاء اضطهادهم المنهجي. ولا يزال الروهينغا محرومين من الجنسية وحرية التنقل في ميانمار. ويحتجز عشرات الآلاف الآن في مخيمات اللاجئين المتهدمة منذ عقد من الزمان.