تصريحات الرئيس ماكرون تعتبر منظورا إسلاميا، الدول العربية تقاطع المنتجات الفرنسية

جاكرتا - أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي اعتبر فيها الإسلام دينًا في أزمة ووعده بـ "محاربة النزعة الانفصالية الإسلامية" انتقادات من الدول العربية. وأعلنت عدة جمعيات تجارية في الدول العربية أنها ستقاطع المنتجات الفرنسية.

وفي اقتباس من قناة الجزيرة، الاثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول، تعهد ماكرون بمحاربة "النزعة الانفصالية الإسلامية"، التي قال إنها تهدد بالسيطرة على العديد من الجاليات المسلمة في جميع أنحاء فرنسا. ويُنسب إلى ماكرون أيضاً وصف الإسلام بأنه دين "في أزمة" في العالم. ومن ثم، فإن الحكومة الفرنسية ستقترح مشروع قانون لتعزيز قانون عام 1905 الذي يفصل رسمياً بين الكنيسة والدولة.

بالإضافة إلى ذلك، أدت تعليقات ماكرون، التي يبدو أنها تدعم المنفذ الساخر الذي ينشر رسومًا كاريكاتورية للنبي محمد، إلى حملة على وسائل التواصل الاجتماعي. الحملة هي دعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية في محلات السوبر ماركت في الدول العربية وتركيا.

ففي الكويت مثلاً، قرر رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية النعيم التعاونية مقاطعة جميع المنتجات الفرنسية والخروج منها من رفوف السوبر ماركت. وتلت الحركة أيضاً جمعية ضاحية الثحر.

وكتب ضاحية الثثر في بيان "بناء على موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ودعمه للرسوم الكاريكاتورية المسيئة ضد نبينا الحبيب، قررنا إزالة جميع المنتجات الفرنسية من الأسواق والفروع حتى إشعار آخر".

في غضون ذلك، حذرت وزارة الخارجية الكويتية من الدعم الفرنسي للتجاوزات والسياسات التمييزية التي تربط الإسلام بالإرهاب. وقالت وزارة الخارجية الكويتية ايضا ان فرنسا "زيّف الواقع وشتمت التعاليم الاسلامية واساءت الى المسلمين في العالم".

ثم في قطر، أعلنت شركة "وجيهة ديري" مقاطعة المنتجات الفرنسية ووعدت بتقديم بدائل. وأعلنت شركة أخرى، هي شركة الميرة للسلع الاستهلاكية، وهي شركة مساهمة قطرية، أنها ستقوم على الفور بإزالة المنتجات الفرنسية من الرفوف حتى إشعار آخر.

"نؤكد أننا كشركة وطنية نعمل وفق رؤية تتماشى مع ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة، وبما يخدم بلادنا ومعتقداتنا ويحقق تطلعات عملائنا".

كما انضمت جامعة قطر إلى الحملة. حتى أن الجامعة أرجأت حدث أسبوع الثقافة الفرنسية إلى أجل غير مسمى، مشيرة إلى سوء استخدام الإسلام عمداً.

يعتبر لنشر الكراهية

وفي يوم الجمعة 23 تشرين الأول/أكتوبر، أدانت منظمة التعاون الإسلامي "الاعتداءات المستمرة" التي تشنها فرنسا على المسلمين من خلال إهانة الرموز الدينية. واعربت الامانة العامة للمنظمة التي تتخذ من جدة مقرا لها في بيان عن صدمتها من الخطاب السياسي الرسمي الذي اصدره عدد من المسؤولين الفرنسيين الذي اساء الى العلاقات الفرنسية الاسلامية واثار مشاعر الاستياء.

وفي الوقت نفسه، وصف مجلس التعاون لدول الخليج العربية تصريحات الرئيس ماكرون بأنها غير مسؤولة. كما قال مجلس التعاون الخليجي إن ما قاله ماكرون يهدف إلى نشر ثقافة الكراهية بين الناس.

وقال الأمين العام للمجلس نايف الهاجريف "في الوقت الذي ينبغي فيه توجيه الجهود نحو تعزيز الثقافة والتسامح والحوار بين الثقافات والأديان، تم نشر بيانات ودعوات لنشر صورة مهينة للنبي (محمد)".

ودعا الهاجريف قادة العالم والمفكرين وقادة الرأي إلى رفض خطاب الكراهية والشتائم ضد الأديان ورموزها. هذا هو احترام مشاعر المسلمين، بدلا من أن يصبحوا سجناء الإسلاموفوبيا.