روسيا تعد بتقليص العمليات العسكرية والرئيس زيلينسكي: أوكرانيا تتعلم خلال 34 يوما من الغزو و8 سنوات من حرب دونباس
جاكرتا (رويترز) - ردت أوكرانيا بتشكك على تعهد روسيا في المفاوضات بخفض العمليات العسكرية حول كييف ومدن أخرى خلال محادثات السلام في تركيا أمس.
وجرت المحادثات في قصر في اسطنبول بعد أكثر من شهر من أكبر هجوم على الدولة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية أسفر عن مقتل أو إصابة الآلاف وأجبر نحو 4 ملايين شخص على الفرار إلى الخارج وضرب الاقتصاد الروسي بالعقوبات.
وقد توقف الغزو على معظم الجبهات بسبب المقاومة الشرسة من القوات الأوكرانية التي استعادت الأراضي، بينما حوصر المدنيون في المدن المحاصرة.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين للصحفيين بعد محادثات الأمس "من أجل زيادة الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف اللازمة لمزيد من المفاوضات وتحقيق الهدف النهائي المتمثل في الاتفاق والتوقيع (أ) الاتفاق، اتخذ القرار بخفض النشاط العسكري بشكل جذري، وبهامش كبير، في اتجاه كييف وتشيرنيهيف". نقلا عن رويترز، 30 مارس/آذار.
ولم يشر إلى مناطق أخرى شهدت قتالا عنيفا، بما في ذلك حول ماريوبول إلى الجنوب الشرقي، وسومي وخاركيف إلى الشرق، وخيرسون وميكولاييف إلى الجنوب.
"أوكرانيا ليست شخصا ساذجا"، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء.
وأضاف أن "أوكرانيا تعلمت خلال 34 يوما من هذا الغزو، وخلال السنوات الثماني الأخيرة من الحرب في دونباس، أن الشيء الوحيد الذي يمكنهم الوثوق به هو النتائج الحقيقية".
وفي الوقت نفسه، بدأت روسيا في سحب أعداد صغيرة جدا من القوات من مواقع حول كييف في خطوة هي أكثر من إعادة تموضع من التراجع أو التراجع عن الحرب، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الثلاثاء.
وقال المتحدث جون كيربي في مؤتمر صحفي "يجب أن نكون جميعا مستعدين لأن نكون حذرين من هجوم كبير على أجزاء أخرى من أوكرانيا".
وقال "هذا لا يعني أن التهديد ضد كييف قد انتهى".
وفي سياق منفصل، قالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث استخباراتي: "من المحتمل جدا أن يحاول الروس تحويل قواتهم المقاتلة من الشمال إلى هجومهم في منطقتي دونيتسك ولوهانسك في الشرق".
ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من مزاعم الجانبين.
ويشير بعض المحللين إلى أن تعهد روسيا بخفض القتال يغطي في الغالب المناطق التي خسرت فيها أراضيها.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن تعهد روسيا بالحد من العمليات العسكرية في بعض المناطق "قد يكون تناوب وحدات فردية ويهدف إلى التضليل".
وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء إن الجيش الروسي اتهم القوات الأوكرانية في المدن التي تعرضت للهجوم باستخدام وقف إطلاق النار لاستعادة استعدادها القتالي وإقامة نقاط إطلاق نار في المستشفيات والمدارس.
وتجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا قدمت في مفاوضات الأمس اقتراحا توافق فيه كييف على عدم الانضمام إلى التحالف أو استضافة قواعد للقوات الأجنبية. لكنها ستكون قد ضمنت الأمن بعبارات مماثلة ل "المادة 5"، بند الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي العسكري.
وذكروا إسرائيل والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي كندا وبولندا وتركيا كدول يمكنها تقديم مثل هذه الضمانات. ويمكن أن تشارك روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا أيضا.
ويشير الاقتراح، الذي يتطلب إجراء استفتاء في أوكرانيا، إلى فترة تشاور مدتها 15 عاما بشأن وضع شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وسيناقش القادة الأوكرانيون والروس مصير منطقة دونباس الجنوبية الشرقية التي تطالب روسيا بتسليم أوكرانيا إلى الانفصاليين.
ومن الجانب الروسي، قال رئيس الوفد فلاديمير ميدينسكي إن الجانب الروسي سيدرس الاقتراح وسيعرضه على الرئيس بوتين. وللتحضير لمعاهدة السلام، قال ميدينسكي في وقت لاحق لوكالة تاس للأنباء: "أمامنا طريق طويل لنقطعه".