عدم الرغبة في إثراء المنافسين، رواد الفضاء يطلبون من أوروبا أن تصنع مركبتها الفضائية الخاصة
لقد كانت أوروبا واحدة من البلدان التي نجحت في وضع أقدامها في الفضاء منذ عام 1987. حدث هذا عندما صعد رائد فضاء ألماني يدعى سيغموند جان إلى المركبة الفضائية سويوز، وسافر إلى محطة ساليوت 6 الفضائية لمدة أسبوع.
وبعد أربعة عقود، طار عشرات رواد الفضاء من وكالة الفضاء الأوروبية في مركبات تديرها روسيا والولايات المتحدة إلى محطات فضائية مختلفة.
انطلق رائدا الفضاء الفرنسيان توماس بيسكيت والالمانى ماتياس ماورير على متن محطة الفضاء الدولية على متن سفينة سبيس اكس كروز دراغون .
وأشاد كلاهما بالرحلة الفضائية السلسة لمركبة "كرو دراغون"، حتى الصاروخ كان قابلا لإعادة الاستخدام.
في الواقع، لم يكن لديهم أي شكاوى. ومع ذلك، يكشف بيان جديد أن رواد الفضاء الأوروبيين يريدون أن يكون لديهم صاروخهم القاري الخاص للوصول إلى المحطة الفضائية العالمية.
ويتعين على القادة الأوروبيين أن يقرروا على الفور ما إذا كانت القارة ستسعى إلى البقاء في طليعة بلدان استكشاف الفضاء، أو الاستمرار في الاعتماد على البلدان الأجنبية.
وقال البيان " بينما مازالت اوربا فى مقدمة العديد من الجهود الفضائية مثل مراقبة الارض والملاحة وعلوم الفضاء فان اوربا متخلفة فى المجال الاستراتيجى المتزايد للنقل والاستكشاف الفضائى " .
واضاف ان "اجمالي الناتج المحلي لاوروبا يماثل ما هو عليه في الولايات المتحدة لكن استثماراتها المشتركة في استكشاف الفضاء لا تصل حتى الى عشر الاستثمارات التي تقوم بها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)".
ولدى روسيا حاليا مركبة طاقم سويوز، والصين لديها مركبة الفضاء شنتشو، وناسا لديها طاقم التنين، سبيس إكس. وبالإضافة إلى ذلك، في غضون سنوات قليلة، ستضيف وكالة الفضاء الأميركية مركبة الفضاء أوريون وكبسولة ستارلاينر التابعة لشركة بوينغ إلى أسطولها من المركبات الفضائية البشرية.
وتعمل الهند أيضا على تطوير نظام نقل مأهول وإظهاره في مدار أرضي منخفض في السنتين المقبلتين.
ويأتي هذا البيان لأنه وفقا للرابطة الأوروبية لمستكشفي الفضاء، التي تمثل رواد الفضاء، تحتاج القارة إلى تطوير مركبات فضائية خاصة بها مزودة بأطقم في أسرع وقت ممكن.
وإلا فإن أوروبا سوف تظل خاضعة لرغبات وكالة ناسا وروسيا وشركات خاصة مثل سبيس إكس. وعلاوة على ذلك، فإنها، من خلال قيادة مركبات سبيس إكس، لن تثري سوى المنافسين لصناعة الفضاء الأوروبية.
وقد يكون أحد التعارضات مع هذا البيان هو أن أوروبا كانت دائما تشق طريقها الخاص في الفضاء. لماذا التركيز على بناء نظام نقل الطاقم، في حين يمكن لوكالة الفضاء الأوروبية التركيز على القيام بأشياء ذات مغزى في الفضاء؟ ففي نهاية الأمر، فإن بناء مركبة فضائية مأهولة جديدة سيكون عملية مكلفة للغاية وتستغرق وقتا طويلا.