المستشار الألماني: من السابق لأوانه القول إن أزمة أوكرانيا قد انتهت
قال المستشار الألماني أولاف شولز إنه من السابق لأوانه الحديث عن حل الأزمة الأوكرانية، على الرغم من الدلائل المؤقتة على أن الدبلوماسية تحرز تقدما.
جاءت تصريحات شولز فى الوقت الذي اعلنت فيه برلين عن انخفاض احتياطى الغاز يعتمد بشكل كبير على الواردات من روسيا .
وقد بذلت الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع، في الوقت الذي سارعت فيه الحكومات الأوروبية إلى وقف الحشد العسكري الروسي بالقرب من أوكرانيا، لتنفجر إلى حرب.
وتناوبت بريطانيا على قيادة الجهود يوم الاربعاء حيث توجهت وزيرة الخارجية ليز تروس الى موسكو واخبرت روسيا ان المفاوضات هي السبيل الوحيد للمضي قدما.
وفي برلين، قال المستشار شولز إن روسيا فهمت الرسالة المتكررة بأنها ستواجه عقوبات شديدة إذا غزت أوكرانيا.
وقد اثار اوكرانيا بشكل منفصل ضجة متفائلة يوم الاربعاء حيث قال وزير الخارجية ديميترو كوليبا " ان الدبلوماسية تواصل خفض التوترات " .
وقال المستشار شولز ان المناقشات تبشر بالخير ولكن القضايا فى العلاقات بين الشرق والغرب " خطيرة للغاية وستبقى لبعض الوقت ، ومن ثم فانها تستحق اهتمامنا " .
ونقلت صحيفة ناشيونال نيوز عنه قوله "من السابق لاوانه القول ان المشكلة قد حلت".
وتتزامن التوترات السياسية مع ضغوط الطاقة في أوروبا التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، مما أدى إلى مخاوف من أن روسيا تستخدم إمدادات وافرة من الغاز كورقة مساومة.
وقال متحدث باسم وزارة الاقتصاد الالمانية ان مخزون الغاز ، حوالى 35 فى المائة من سعة التخزين ، يقل عن عتبة ال 40 فى المائة المطلوبة لتحمل الطقس البارد لمدة سبعة ايام .
يجب أن يكون مرفق التخزين نصف ممتلئ للتعامل مع الطقس البارد لمدة 30 يوما.
وقال المتحدث " بالطبع نحن نراقب وضع مستويات التخزين وهذا امر مقلق بالتأكيد " .
تعد روسيا اكبر مورد للغاز فى المانيا ، وان مستقبل خط انابيب الغاز نورد ستريم 2 غير المفتوح بين البلدين هو خط بين برلين وحلفائها فى الناتو . ولن يتم سحب المستشار شولز حول هذا الموضوع فى زيارة لواشنطن يوم الاثنين .
وفي سياق منفصل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لصحيفة ألمانية هذا الأسبوع: "هناك دلائل متزايدة على أن الكرملين يستخدم شحنات الغاز لنفوذ سياسي".
ولم تعتبر روسيا نفسها أن التسوية وشيكة، بعد أن زعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه حصل على ضمانات من نظيره فلاديمير بوتين في موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "في ظل الوضع الحالي، لا يمكن لموسكو وباريس التوصل إلى أي اتفاق".
وقال الرئيس ماكرون إن روسيا لن تصعد الوضع في أوكرانيا، التي تستعد لغزو محتمل من قبل القوات التي تجمعوا على جناحها الشرقي والتي يبلغ عددها 100 ألف جندي. بيد ان الولايات المتحدة قالت ان الغزو يمكن ان يحدث فى اى وقت .
كما صبت روسيا الماء البارد فى زيارة لوزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس التى اتخذت لهجة طفيفة قبل زيارة تستغرق يومين لموسكو .
وقالت ان المفاوضات مع بريطانيا لن تدم طويلا اذا لم توقف بريطانيا خطابها حول العقوبات المحتملة التى قد تستهدف الاثرياء الروس فى لندن .
واضاف "اذا جاؤوا الى روسيا ليهددونا مجددا بفرض عقوبات، فهذا لا طائل منه. لقد قرأنا كل شيء ورأينا كل شيء وعرفنا وسمعنا".
وقال الوزير تروس ان روسيا " يجب الا يكون لديها شك فى قوة ردنا " اذا هاجمت اوكرانيا .
وسيستمر دور بريطانيا في المفاوضات يوم الخميس، عندما يزور رئيس الوزراء بوريس جونسون مقر حلف شمال الأطلسي ثم يتوجه إلى بولندا.
ومن ناحية اخرى اكد المستشار شولز ان كبار المسئولين من المانيا وفرنسا وروسيا واوكرانيا سيجتمعون فى برلين يوم الخميس على امل احياء جهود السلام .
وتتهم كل من روسيا واوكرانيا بعضهما البعض بانتهاك اتفاقيات مينسك التى تهدف الى تحقيق السلام فى شرقى اوكرانيا الذى مزقته الحرب .