نهرا دجلة والفرات مهددان بالجفاف بحلول عام 2040، وقد يشهد العراق جفافا

جاكرتا - ذكر تقرير حكومي يوم الخميس أن نهري دجلة والفرات، وهما نهران يحيطان بالعراق مهددان بالنضوب بحلول عام 2040 بسبب انخفاض منسوب المياه وتغير المناخ.

لسنوات، أدى بناء السدود في المنبع في تركيا وسوريا وإيران إلى عرقلة جزئية لتدفق نهري دجلة والفرات اللذين يعتمد عليه العراق.

وذكر التقرير أن تغير المناخ يساهم في ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام هطول الأمطار، مما يدفع المخاوف من نقص المياه في العراق إلى مستويات جديدة.

وجاء في تقرير لوزارة الموارد المائية نقلا عن صحيفة "ناشيونال نيوز" في الثاني من كانون الأول/ديسمبر أن "معدل انخفاض واردات المياه إلى العراق بدأ تدريجيا وسيرتفع إلى 30 في المئة، مع انخفاض قدره 11 مليار متر مكعب عن الكمية المتدفقة إلى البلاد بحلول عام 2035".

واضاف التقرير ان واردات البلاد من المياه خلال الصيف تقدر بحوالى 40 مليار متر مكعب ، مما يعنى انخفاضا بنسبة 30 فى المائة فى المياه ، مما سيؤدى الى حصول العراق على 11 مليار متر مكعب سنويا .

وفي الوقت نفسه، يعرف العراق باسم الأرض بين نهرين، دجلة والفرات منذ فجر الحضارة. ولكن معظم إمدادات المياه في البلاد تأتي من البلدان المجاورة أو تمر عبرها، والتي قيدت إمداداتها لسنوات.

وقد أثرت هذه الظروف على الزراعة العراقية وزادت من تلوث المياه في أجزاء كبيرة من البلاد. ويؤثر النمو السكاني في العراق وسوء إدارة المياه وتغير المناخ أيضا على حصول العراقيين على المياه.

وقال التقرير إن الجفاف الشديد سيؤثر على البلاد بحلول عام 2025، مع جفاف نهر الفرات بالكامل تقريبا إلى الجنوب، في حين تحول نهر دجلة إلى مجرى مائي بموارد محدودة.

وأوضح عون دياب، مستشار الوزارة، أن "الخطة الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الموارد المائية تحدد خطوات التعامل مع هذا العجز، وهي تحديث وإعادة تعديل مشاريع وأنظمة الري، حيث أن المستهلك الرئيسي للمياه في العراق هو القطاع الزراعي".

رسم توضيحي لنهر الفرات في العراق. (ويكيميديا كومنز/ألين إيستوكوفتش)

ويجب تنفيذ مشاريع "لتوفير وترشيد كميات كبيرة من المياه". وقال دياب إن تكلفة المشروع ستتراوح بين 50 و70 مليار دولار، الأمر الذي سيستغرق حتى عام 2035 لاستكمال الحفاظ على المناطق المزروعة حاليا.

غير ان الوزارة لا تملك الموارد المالية لتنفيذ المشروع ، ومن ثم فان المراجعة ستعالج القضية . وتوقع وزير الموارد المائية مهدي راشد الحمداني الأسبوع الماضي حدوث نقص في المياه خلال الأشهر المقبلة، خاصة في محافظة واسط الشرقية.

وتشير التقارير إلى أن سكان عدة قرى يستعدون للانتقال من أراضي أجدادهم بسبب ندرة المياه وعدم استدامة الزراعة التي يعتمدون عليها.

وقال "أثر ذلك في واسط أثر على محافظات أخرى، مثل مدن ميسان وذي قار والبصرة الجنوبية. لا ينبغي أن تتعامل الوزارة وحدها مع أزمة ندرة المياه، بل على البلد بأسره".

"بدأت الانتهاكات تظهر من جديد، وأكبرها في واسط، لأنها معبر لنهر دجلة. كل انتهاك يحدث له تأثير حقيقي وينعكس في ذي قار ومايسان والبصرة".

ومن الجدير بالذكر أن البنك الدولي حذر العراق من أن المياه لن تصل إلى ثلث الأراضي المروية بحلول عام 2050، إذا ارتفعت درجة الحرارة درجة مئوية واحدة، كما هو متوقع.

وفي الوقت نفسه، تواجه الحكومة العراقية حاليا اضطرابات سياسية، وتحديات أمنية، وأزمة اقتصادية، ونزاعات مع البلدان المجاورة، التي احتلت معظم اهتمامها ومواردها.

ودفع العراق تركيا وايران الى التوصل الى اتفاق يضمن حصة عادلة من المياه، الا انه لم يتم احراز اي تقدم.