الاتحاد الأوروبي يعلق تمويل منظمة الصحة العالمية بسبب فضيحة التحرش الجنسي في الكونغو

علقت المفوضية الأوروبية تمويل برنامج منظمة الصحة العالمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بسبب مخاوف بشأن تعامل الوكالة الدولية مع فضيحة التحرش الجنسي.

وفي رسالة اللجنة الصادرة في 7 تشرين الأول/أكتوبر والتي تحمل علامة "حساسة"، اطلعت عليها وكالة رويترز، أخطرت منظمة الصحة العالمية بالوقف الفوري لتمويل خمسة برامج لمنظمة الصحة العالمية، بما في ذلك عمليات الإيبولا و COVID-19.

ويبلغ مجموع الأموال أكثر من 20.7 مليون يورو، أي ما يعادل 24.02 مليون دولار من دولارات الولايات المتحدة أو حوالي 134 536 536 343 روبية.

وأكدت المفوضية في بيان عبر البريد الإلكتروني لرويترز في بروكسل هذه الخطوة، قائلة إنها تتوقع أن يكون لدى الشركاء "ضمانات قوية لمنع مثل هذه الحوادث غير المقبولة، وكذلك التصرف بحزم في مثل هذه الحالات".

"علقت اللجنة المدفوعات مؤقتا وستمتنع عن منح تمويل جديد فيما يتعلق بالأنشطة الإنسانية التي تضطلع بها منظمة الصحة العالمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ولا تؤثر هذه الخطوة على تمويل الاتحاد الأوروبي لعمليات منظمة الصحة العالمية في أماكن أخرى"، مستشهدا برويترز في 29 أكتوبر/تشرين الأول.

ولم يرد مسؤولو منظمة الصحة العالمية الذين تم الاتصال بهم بشكل منفصل للتعليق على الفور.

ويزيد تعليق تمويل الاتحاد الأوروبي من الضغط الدبلوماسي على منظمة الصحة العالمية ومديرها العام تيدروس أدهنوم غيبريسوس لاتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن الانتهاكات الموثقة والإهمال الإداري، ومنع حدوثها مرة أخرى في أي مكان.

قالت لجنة مستقلة الشهر الماضي إن حوالي 83 من عمال الإغاثة، ربعهم يعملون لدى منظمة الصحة العالمية، تورطوا في الإكراه والتحرش الجنسي خلال وباء الإيبولا العاشر في الكونغو. وأشار التقرير إلى تسع تهم بالاغتصاب.

وقد وجه تيدروس ، الذى يعتقد على نطاق واسع انه يسعى لولاية ثانية مدتها خمس سنوات فى مايو ، الاستجابة العالمية لتعاونية مكافحة الدمار الشامل - 19 ، و هى اسوأ ازمة صحة عامة منذ قرن . الا ان كبار المانحين بقيادة الولايات المتحدة والمانيا طالبوا باصلاحات جوهرية لقدرتها على التعامل مع تفشى المرض والفضيحة .

رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس. (ويكيميديا كومنز/ مونوسكو من الصور الفوتوغرافية)

وأرسلت نسخة من رسالة الاتحاد الأوروبي إلى الحملة الزرقاء للقانون، وهي جزء من منظمة "العالم الخالي من الإيدز"، وهي مجموعة مراقبة تهدف إلى وضع حد للإفلات من العقاب على الانتهاكات الجنسية التي يقوم بها أفراد مدنيون وعسكريون من الأمم المتحدة.

وأعربت رسالة المفوضية الأوروبية الموجهة إلى تيدروس عن "قلقها البالغ" إزاء "حجم النتائج".

وتطلب الرسالة ضمانات بأن الضحايا قد حصلوا على الحماية والتعويض؛ تفاصيل عملية التوظيف التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية في الكونغو، بما في ذلك التحقق من الخلفية؛ إجراءات منظمة الصحة العالمية لضمان عدم إعادة توظيف الجناة المشتبه بهم من قبل الأمم المتحدة أو جماعات الإغاثة؛ واستعراض مستقل ل "المسؤولية الفردية داخل منظمة الصحة العالمية عن الإهمال في التعامل مع الادعاءات والأدلة".

وجاء في البيان "في ضوء خطورة الوضع المبلغ عنه، تعلق اللجنة بموجب هذا جميع المدفوعات المتعلقة بالأنشطة التي تقوم بها منظمتكم في جمهورية الكونغو الديمقراطية".

وتنتظر المفوضية الاوروبية رد منظمة الصحة العالمية في غضون 30 يوما وقالت ان بروكسل ستستغرق بعد ذلك 30 يوما اخرى لتقرر ما اذا كانت ستستأنف المدفوعات او تؤكد تعليق العمل لمدة 30 يوما اخرى. واضاف انه من ناحية اخرى ، لن يتم تقديم تمويل جديد لمنظمة الصحة العالمية للقيام بأنشطة فى الكونغو .

وفي سياق منفصل، كشفت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي عن خططها لمنع المزيد من سوء السلوك من قبل عمال الإغاثة المنتشرين في عملياتها الميدانية، متعهدة بضمان أن تكون الفضيحة بمثابة "محفز للتحول العميق لثقافة منظمة الصحة العالمية".

وقالت الدكتورة غايا جامهيواج، مديرة الوقاية والاستجابة للاستغلال والاعتداء والتحرش الجنسيين في منظمة الصحة العالمية بالإنابة، لرويترز في مقابلة إن المزيد من النساء أبلغن عن الاستغلال والاعتداء الجنسيين من قبل عمال الإغاثة خلال أزمة الإيبولا في الفترة من 2018 إلى 2020.

وكرر ذلك، وأحال ادعاءات الاغتصاب إلى السلطات الوطنية للتحقيق فيها، وقال إن منظمة الصحة العالمية أرسلت جميع ملفات القضايا ال 83 إلى محققي الأمم المتحدة في نيويورك لاتخاذ إجراءات بشأن موظفي جميع الوكالات.

ومن ناحية اخرى ، قالت بولا دونوفان المديرة المشاركة للعالم الخالي من الايدز وحملته الزرقاء للرموز فى بيان لها هذا الشهر بعد صدور خطة الاستجابة الادارية لمنظمة الصحة العالمية ان الوكالة فشلت فى القبض على معظم الجناة .

وقال "هذه خطوة كبيرة الى الوراء. تتعامل منظمة الصحة العالمية مع عشرات جرائم العنف التي تتهمها بموظفيها ومسؤوليها رفيعي المستوى على أنها انتهاكات بسيطة لقواعد الأمم المتحدة. وإذا سمحت الحكومة للأمم المتحدة بالإفلات من العقاب، فسيكون ذلك نصرا قويا لإفلات الأمم المتحدة من العقاب.

واكد " ان العملية برمتها تعزز الفكرة الخاطئة بان كبار موظفى الامم المتحدة ومسئولى الامم المتحدة فوق القانون " .