سفينة سياحية إيطالية اختطفتها الميليشيا الفلسطينية في تاريخ اليوم، 7 تشرين الأول/أكتوبر 1985
جاكرتا - في 7 تشرين الأول/أكتوبر 1985، اختطفت أربع ميليشيات تابعة للجبهة المدافعة عن حقوق الإنسان السفينة السياحية الإيطالية أخيل لاورو قبالة سواحل مصر. أبحرت السفينة السياحية من الإسكندرية، مصر، إلى أشدود، إسرائيل. وقد سيطر الأربعة بسهولة على السفينة لعدم وجود قوات أمن على متنها.
ونقلت وكالة الانباء البريطانية عن بريتانيكا قولها ان الجبهة هى الجناح الارهابى لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ابو عباس . وكان عباس مسؤولا عن هجمات على إسرائيل ومواطنيها في أوائل الثمانينات.
وفي عدة مناسبات، أرسل رجالا في طائرات شراعية وبالونات هوائية ساخنة في مهمات قصف إلى إسرائيل، لكنهم فشلوا جميعا. وفي محاولة لإنقاذ سمعته، أمر عباس باختطاف أخيل لاورو. بيد أنه لم تحدد أهداف أو مطالب محددة للبعثة.
في البداية، طالب أعضاء الجبهة الأربعة إسرائيل بإطلاق سراح زملائهم من أعضاء الجبهة الذين سجنوا ويحاولون دخول الموانئ السورية. لكن سوريا رفضت الطلب، وفقد الإرهابيون السيطرة على الوضع.
ثم جمعوا سياحا من الولايات المتحدة كانوا فى الرحلة واختاروا قتل ليون كلينجهوفر وهو يهودى امريكى . كلينغهوفر يبلغ من العمر 69 عاما على كرسي متحرك. وقد أصيب في رأسه وألقي به في البحر.
اغتيال (كلينغهوفر) أتى بنتائج عكسية على أعضاء الجبهة الأربعة وقد اجبر الغضب العالمى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على قطع علاقات منظمة التحرير الفلسطينية مع الجبهة الفلسطينية ياسر عرفات وطالب عباس بوضع نهاية للوضع . وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول، اتصل عباس بالخاطفين وأمرهم بعدم قتل المزيد من الركاب. كما رتب لرسو السفينة في مصر.
ثم وجه الخاطفون أخيل لاورو للعودة إلى ميناء بورسعيد في مصر. وأقاموا اتصالات لاسلكية مع السلطات المصرية وبدأوا المفاوضات مع اقترابهم من الساحل في 9 أكتوبر/تشرين الأول. وفي مقابل اطلاق سراح الرهائن طالب الخاطفون بالمرور الآمن عبر مصر والحصانة من الملاحقة القضائية. وافقت مصر، وفي الساعة الخامسة مساء توجه الرجال إلى بورسعيد.
إعدام الخاطف
وبالرغم من ان الجانب المصرى يزعم ان الخاطفين غادروا البلاد ، فان تقارير المخابرات الامريكية تشير الى انهم مختبئون . حتى النهاية تم العثور على نقطة الطائرة التي استخدمت للهروب. وقد اعطى الرئيس الامريكى رونالد ريجان اوامر باعتراضه . وفى مساء يوم 10 اكتوبر ، اغلقت المقاتلات الامريكية الطائرة واجبرتها على الهبوط فى قاعدة الناتو الجوية فى سيجونيلا بصقلية وهاى منطقة تتمتع بالحكم الذاتى فى ايطاليا .
وكان الايطاليون قد ابلغوا بالمناورة قبل دقائق قليلة فقط حيث تأمل الولايات المتحدة فى الحصول على حق اعدام الخاطفين . وقد خلق ذلك توترا بين القوات الأمريكية والإيطالية. وبعد مأزق دام اكثر من خمس ساعات سلمت الولايات المتحدة السلطة القضائية الى ايطاليا لضمانات بمحاكمة الخاطفين بتهمة قتل كلينغهوفر.
ويرجع "ضبط" الخاطفين الاربعة الى ان البلدين شعرا ان من حقهما القيام باعتقالات. وقتل الخاطفون مواطنين امريكيين بينما وقعت عمليات القتل على متن سفينة مملوكة لايطالية . وشرحت إيطاليا في ذلك الوقت سبب اتضاح أن بلده لديه حقوق أكثر. بموجب القانون، تخضع السفينة للولاية القضائية الحصرية للبلد الذي يرفرف علمها فوقها. وهذا يعني أنه على الرغم من وفاة الضحية كمواطن أمريكي، إلا أن قضية قتل كلينغهوفر لا تزال خاضعة للسلطات الإيطالية.
وفي عام 1986، حوكم أربعة خاطفين، هم يوسف ماجد المالكي وأحمد معروف الأسدي وإبراهيم فتاير عبد اللطيف وبسام العسكر، في إيطاليا مع 11 من شركائه. كما حوكم العقل المدبر أبو عباس ولكن غيابيا. وحكم على الخاطفين الثلاثة بالسجن لمدد تتراوح بين 15 و30 عاما. وفي الوقت نفسه، حوكم بسام عسكر، الذي كان يبلغ من العمر 17 عاما في ذلك الوقت، في محاكمة منفصلة. كما اعترف ابو مازن بدوره فى الاختطاف . وكان في العراق خلال غزو عام 2003.
توفي أبو العباس في عام 2004 لأسباب طبيعية أثناء سجنه في سجن عراقي. وقد احتجز وسط مناقشات حول وضعه القانوني وما إذا كان من الممكن محاكمته في الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر. وقد تم سن معظم قوانين مكافحة الارهاب الامريكية التى تتضمن احكاما خارج الحدود الاقليمية بعد القرصنة . وعلى الرغم من أن الحكومة الإيطالية حكمت غيابيا على عباس بخمسة أحكام متتالية بالسجن مدى الحياة، إلا أنها لم تطلب تسليمه.
* قراءة معلومات أخرى حول تاريخ اليوم أو قراءة مقالات أخرى مثيرة للاهتمام من بوتني عينور الإسلام.
تاريخ اليوم أكثر