الجنرال الأميركي يقول إن الحرب في أفغانستان واجهت طريق مسدود قبل ست سنوات، لا يمكن كسبه
وقد وصفت الحرب الطويلة بين الولايات المتحدة والحلفاء في أفغانستان جنرالا كبيرا بأنه وصل إلى طريق مسدود قبل خمس أو ست سنوات، قبل أن يتورط أخيرا في اتفاق الدوحة مع آلاف أسرى طالبان المفرج عنهم.
ألقى وزير الدفاع لويد أوستن، يرافقه رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي، كلمة أمام أفغانستان يوم الأربعاء.
وفى كلمته امام الكونجرس قال الجنرال مارك ميلى انه يعتقد ان الحرب فى افغانستان وصلت الى طريق مسدود منذ حوالى خمس الى ست سنوات .
"أعتقد أنك إذا عدت إلى خمس أو ست سنوات مضت، أعرف أنه طريق مسدود. الخسارة كلمة مختلفة، لكنني أعتقد أنها وصلت إلى طريق مسدود، وأعتقد، قبل خمس أو ست سنوات، أنه لم يكن من الممكن الفوز بها بالنسبة للوسائل العسكرية الأمريكية. لسبب ما"، نقلا عن سي إن إن 30 أيلول/سبتمبر.
وقال ميلي انه لا يعتقد ان هناك "حلا عسكريا" للحرب في افغانستان قبل خمس الى ست سنوات، لكنه يعتقد بدلا من ذلك ان التوصل الى تسوية عن طريق التفاوض هو الخيار الافضل.
واضاف "لكنني اعرف انه قبل سنوات كان في طريق مسدود، قائلا انه كان متكررا، داخليا وخارجيا، وسيتم تعريف النصر على انه حل تفاوضي، لان معظم الانتفاضات كانت تاريخيا. وقد أثمرت عن حل تفاوضي بين المتمردين والنظام. وأعتقد أن هذه هي أفضل طريقة يمكن التعامل معها. لا اعتقد ان هناك حلا عسكريا". قال ميلي.
وفي النهاية، فإن اتفاق الدوحة وقطر الذي وقعته الولايات المتحدة مع طالبان في 29 شباط/فبراير 2020 "يوفق بين الجانبين". وقع الاتفاقية الملا عبد الغني برادر، أحد كبار الشخصيات في حركة طالبان، مع الممثل الأمريكي زلماي خاليزد.
وقال اوستن للكونجرس ان الاتفاقية تسمح لطالبان بالحصول على السلطة ، حيث ان اطلاق سراح العديد من السجناء كجزء من الاتفاق ، يعيد تعزيز الحركة .
وقال "في اطار الاتفاق اتفقنا على وقف العمليات الجوية ضد طالبان. طالبان تزداد قوة. وهم يكثفون عملياتهم الهجومية ضد قوات الأمن الأفغانية. والشعب الافغانى يفقد الكثير من الناس كل اسبوع " .
واضاف "بالاضافة الى ذلك، كان لدينا خمسة الاف سجين، وعاد العديد منهم لملء صفوف طالبان. لذا فهم يزدادون قوة، ويواصلون الهجوم، ونحن نصغر".
ووفقا لنص اتفاق فبراير/شباط 2020، الذي لم توقع عليه الحكومة الأفغانية، سيتم الإفراج عن نحو 5000 سجين من طالبان و1000 سجين آخر في 10 مارس/آذار 2020، وهو اليوم الأول من المفاوضات الأفغانية الداخلية.
وفي الأشهر التي تلت الاتفاق، حث الممثل الخاص الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد الطرفين مرارا وتكرارا على إطلاق سراح المحتجزين كوسيلة لتمهيد الطريق لبدء المفاوضات بين الأفغان.
قال وزير الخارجية السابق مايك بومبيو في أغسطس/آب 2020: "نحن ندرك أن إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين لا يحظى بشعبية. لكن هذه الإجراءات الصارمة ستؤدي إلى النتائج الهامة التي طالما سعى إليها الأفغان والأصدقاء الأفغان، والحد من العنف والمحادثات المباشرة التي أسفرت عن اتفاق سلام وإنهاء الحرب".
واضاف "بعد 40 عاما من الحرب وسفك الدماء والدمار، فان الطرفين مستعدان لبدء العملية السياسية للتوصل الى تسوية تفاوضية".