دول آسيان تعامل الغواصات النووية وأستراليا تقول إنها تحترم معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية

جاكرتا - أثار التعاون الهندي -الهادئ بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة (AUKUS) في 15 أيلول/سبتمبر تعليقات متباينة، بما في ذلك من دول رابطة أمم جنوب شرق آسيا، لا سيما فيما يتعلق باتفاقية تطوير الغواصات النووية لبلد الكنغر.

وعلى النقيض من فرنسا التى انتقدت بناء الغواصة لان استراليا الغت مشروع طلب السفن التقليدية الذى تبلغ قيمته عشرات المليارات من الدولارات الامريكية .

وتخشى اندونيسيا وماليزيا ، وهما من الدول الخمس المؤسسة للاسيان ، من ان يؤدى التعاون الى سباق تسلح ، بما فى ذلك الاسلحة النووية فى منطقة الهند الباسفيك .

اكد وزير الخارجية الاندونيسى ريتنو مارسودى مخاوفه بشأن سباق التسلح والقوى التى تهدد الاستقرار الامنى بما فى ذلك اتفاق الغواصات النووية الاسترالى .

وفى اجتماع ظاهرى للجمعية الاسيوية على هامش الجمعية العامة ال76 فى نيويورك قال وزير الخارجية ريتنو ان استراليا ملتزمة باحترام معاهدة عدم الانتشار النووى .

الغواصة الأسترالية HMAS رانكين (SSG 78). (ويكيميديا كومنز/ البحرية الأمريكية/ أخصائي الاتصالات الجماهيرية البحار جيمس ر. إيفانز)

وقال وزير الخارجية ريتنو مارسودى فى مؤتمر صحفى يوم الاربعاء " اقول اننا نقبل تفسير استراليا ونستمع الى التزامات استراليا بما فى ذلك مواصلة احترام معاهدة عدم الانتشار ومبادئ عدم الانتشار والقانون الدولى " .

وتابع قائلا" في "المجتمع الآسيوي" أؤكد أن ما لا نرغب فيه جميعا هو إمكانية زيادة سباق التسلح وإسقاط القوة في المنطقة، الأمر الذي سيكون بالتأكيد قادرا على تهديد استقرار الأمن الإقليمي".

وأعرب مكتب رئيس الوزراء الماليزي الجديد إسماعيل صبري يعقوب عن نفس المخاوف. وتخشى الدول المجاورة من ان تؤدى الشراكة الجديدة الى سباق تسلح نووى فى منطقة المحيطين الهندى والباسفيكى .

وذكرت شرطة ماليزيا فى بيان لها نقلا عن الوكالة من بيرناما " ان هذا سيثير قوى اخرى للعمل ايضا بشكل اكثر عدوانية فى المنطقة ، وخاصة فى بحر الصين الجنوبى " .

وقال البيان " ان ماليزيا كدولة داخل الاسيان تتمسك بمبدأ الابقاء على الاسيان كمنطقة سلام وحرية وحياد " ، حيث تحدث رئيس الوزراء اسماعيل صبرى هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسترالى سكوت موريسون قبل يوم واحد .

الغواصة الأسترالية HMAS Sheean (SSG 77). (ويكيميديا كومنز/ ضابط الصف الثالث ديانا كوينلان)

وتختلف وجهات النظر بين الفلبين وسنغافورة ، وهما دولتان اخريان من مؤسسى الاسيان ، حول اتفاق اوكوس . دعمت الفلبين شراكة دفاعية جديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا ، على امل الحفاظ على توازن القوى فى منطقة المحيطين الهندى والباسفيكى ، وهو وجهة نظر تتناقض تماما مع بعض جيرانها .

وسيشهد التحالف حصول استراليا على التكنولوجيا لنشر غواصات تعمل بالطاقة النووية كجزء من اتفاق يهدف الى الرد على القوة المتنامية للصين .

وقال وزير الخارجية الفلبينى تيودورو لوكسين " ان زيادة قدرة الحلفاء المقربين فى الخارج على الحصول على السلطة يجب ان تعيد التوازن وتحافظ عليه بدلا من زعزعة استقراره " .

وقال لوكسين انه بدون الوجود الفعلى للاسلحة النووية فان تحرك اوكوس لن ينتهك معاهدة عام 1995 لابعاد الاسلحة النووية عن جنوب شرق اسيا .

"إن القرب يولد أوقات استجابة قصيرة، مما يزيد من القدرة العسكرية لأصدقاء رابطة أمم جنوب شرق آسيا وحلفائها المقربين على الاستجابة للتهديدات التي تواجه المنطقة أو تحدي الوضع الراهن. وهو يتطلب زيادة في قدرات استراليا، الى جانب حلفائها العسكريين الرئيسيين، لتحقيق هذه المعايرة".

الغواصة الأسترالية HMAS رانكين (SSG 78). (ويكيميديا كومنز/ البحرية الأمريكية/ البحار ريان ماكجينلي)

ورحبت سنغافورة بنبأ التحالف الجديد، على أمل تقديم مساهمات جيدة، حسبما ذكرت مجلة نيوزويك من وكالة أسوشيتد برس في 17 أيلول/سبتمبر.

وذكرت وزارة الخارجية السنغافورية ان رئيس الوزراء لى هسين لونج تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء سكوت موريسون . وقالت الوزارة انه يأمل فى ان " يسهم الاتفاق بشكل بناء فى السلام والاستقرار فى المنطقة ويكمل الهيكل الاقليمى " .

وكان رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون اتصل في وقت سابق بشبكة "اي بي سي" في 21 ايلول/سبتمبر على متن طائرته الى الولايات المتحدة لشرح القرار مؤكدا ان السفن لن تكون مسلحة باسلحة نووية.

كما أبلغ موريسون الرئيس جوكو ويدودو أنه سيحافظ على التزاماته بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.