مستشار الأمن القومي البريطاني السابق يقارن أزمة السفن خلال الحرب النووية بانهيار حرب العراق
جاكرتا - يشعر السفير البريطاني السابق لدى فرنسا بالقلق من أن اتفاق الغواصات النووية، الذي أدى إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا، سيقوض منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال بيتر ريكيتس، الذي شغل منصب السفير البريطاني لدى فرنسا في الفترة من 2012 إلى 2016، إن قرار كانبيرا بإلغاء عقدها مع باريس لشراء غواصات تعمل بالديزل لصالح الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية من واشنطن يدفع الانقسامات بين الحلفاء ويضعف التحالف عبر الأطلسي.
وقال لوكالة فرانس برس "اعتقد ان هذه الخطوة تقوض بالتأكيد ثقة فرنسا في حلف شمال الاطلسي وحلفائها في حلف شمال الاطلسي وبالتالي تعزز مشاعرها اذا كان عليها ان تضغط من اجل الحكم الذاتي الاستراتيجي لاوروبا".
واضاف "اعتقد ان ذلك لن يؤدي الا الى الاضرار بحلف شمال الاطلسي لان الحلف الاطلسي يعتمد على الثقة. يجب أن تبدأ أعمال الإصلاح على الفور".
يبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى اتفاقية دفاع جديدة تم توقيعها بين الولايات المتحدة واستراليا وبريطانيا على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الاثنين .
وأعقب الاتفاق، الذي أطلق عليه اسم "أوكوس"، الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، اتفاق لبناء ثماني غواصات نووية أمريكية التقنية لأستراليا، مما دفع دولة الكنغر إلى إلغاء صفقة بقيمة 40 مليار دولار لبناء غواصات تقليدية. وهذا ما دفع فرنسا إلى الادعاء بأنها "طعنت في ظهرها" من قبل أستراليا وأشعلت حربا كلامية غاضبة.
وشبه ريكتس، كبير الدبلوماسيين البريطانيين في باريس بين عامي 2012 و2015، النزاع بمعارضة فرنسا لمحاولات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الذهاب إلى الحرب في العراق.
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك حذر في ذلك الوقت من النزاع للاطاحة بصدام حسين الذي تدعمه المانيا التي كانت مترددة في غزو العراق. ومن ناحية اخرى ، ارادت الولايات المتحدة وبريطانيا فى ذلك الوقت غزو العراق بالرغم من عدم وجود دعم او تفويض من مجلس الامن الدولى .
وقال ريكتس " اعتقد ان ( صفقة الغواصات النووية ) سوف تذكر فى فرنسا مثل الصدع فى العراق فى عام 2003 وان الامور لن تكون كما كانت مرة اخرى " .
واضاف "اعتقد ان ذلك سيعزز المشاعر بين الاوروبيين، فأميركا هي الان حليف اقل موثوقية مما كانت عليه من قبل".
وقال ريكتس ، الذى كان الممثل الدائم للناتو خلال الفترة من 2003 الى 2006 ، ان فرنسا سوف تنظر الى النزاع على انه نقطة تحول فى العلاقات مع الولايات المتحدة وبريطانيا .
وقال " ان هذا يعزز الشعور بان الولايات المتحدة فى باريس تبتعد بشكل متزايد عن حلفائها الامنيين الاوروبيين وتركز على مواجهتهم مع الصين . وبريطانيا في هذه الخطوة تتبع الاتجاه نفسه".
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد سعى في السابق إلى التقليل من مفعول أي تأثير على علاقاته مع فرنسا، مصرا على أن دولة الكنغر لا تزال واحدة من أقرب حلفائه العسكريين.
وفي الوقت نفسه، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لندن، التي جددت مؤخرا سياستها الخارجية في منطقة الهند والمحيط الهادئ بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بالانتهازية المستمرة.