طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوصلان إلى اتفاق: هناك أمل في إجراء محادثات نووية جديدة مع الولايات المتحدة وتجنب حل جديد
توصلت هيئة الرقابة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى اتفاق مع إيران يوم الأحد لحل القضايا الأكثر إلحاحا بينهما، مع الحفاظ على تشغيل برنامج الرصد، مما أثار الآمال في إجراء محادثات جديدة حول اتفاق نووي أوسع مع الغرب.
وقد حصل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي على الاتفاق في رحلة إلى طهران وصفها بأنها بناءة، وذلك قبل اجتماع مجلس المحافظين المكون من 35 عضوا هذا الأسبوع، حيث هددت القوى الغربية بالسعي إلى استصدار قرار ينتقد إيران لعرقلتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد يؤدي قرار يخاطر بالتصعيد مع طهران إلى القضاء على احتمالات استئناف محادثات غير مباشرة أوسع نطاقا بين إيران والولايات المتحدة حول إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي يهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وتوقفت المحادثات في حزيران/يونيو، مع تولي إبراهيم رايسي منصبه كرئيس لإيران بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية العام الماضي. حثت القوى الغربية إيران على العودة إلى المفاوضات، قائلة إن الوقت ينفد مع تقدم برنامجها النووي إلى ما هو أبعد بكثير من الحدود التي حددها الاتفاق، الذي تخلت عنه واشنطن في عام 2018.
وقال "هذا ليس حلا دائما، ولا يمكن ان يكون حلا دائما. وقال غروسي للصحافيين في مطار فيينا بعد زيارته ان "ذلك كان يعتبر دائما، على الاقل بالنسبة لي، بديلا مؤقتا، خطوة لاعطاء الوقت للدبلوماسية".
"تمكنا من حل المشكلة الأكثر إلحاحا: فقدان المعرفة التي كنا على وشك مواجهتها حتى يوم أمس. والآن لدينا حل".
وفي الوقت نفسه، قال منسق المحادثات النووية المتوقفة والمدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا على تويتر إن الاتفاق يوفر مجالا للدبلوماسية، مضيفا أن المحادثات مهمة لاستئنافها في أقرب وقت ممكن.
وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاق النووي لعام 2015 أدخل مراقبة لمجالات إضافية من البرنامج النووي الإيراني، بخلاف تلك التي تشرف عليها التزامات إيران القانونية الأساسية تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت ايران اعلنت في شباط/فبراير الماضي انها تتجاهل المراقبة التي تغطي مجالات مثل تصنيع قطع غيار اجهزة الطرد المركزي والالات التي تقوم بتخصيب اليورانيوم.
وخوفا من أنه بدون مراقبة هذه المناطق، يمكن لإيران أن تسرق سرا كمية غير معروفة من المعدات والمواد التي يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية، وكان غروسي قد توصل في وقت سابق إلى اتفاق مع طهران للحفاظ على المعدات في الخدمة، على الرغم من أن إيران تخلت عن ذلك أيضا في وقت لاحق.
وينبغي خدمة المعدات كل ثلاثة أشهر لضمان عدم ملء بطاقة الذاكرة وعدم وجود ثغرات في الرصد. بعد مرور ثلاثة أشهر قبل أكثر من أسبوعين بقليل، تأتي الصفقة مع مرور الوقت.
وتوقف غروسي عن القول إنه تم الحفاظ على ما يسمى باستمرارية المعرفة. بيد أن وصف الاتفاق يوفر للوكالة الدولية للطاقة الذرية الوسائل التقنية التي تحتاج إليها.
وقال في إشارة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 باسمه الكامل، خطة العمل الشاملة المشتركة، "إن إعادة بناء وتوحيد أحجية بانوراما سيأتي عندما يكون هناك اتفاق على مستوى خطة العمل الشاملة المشتركة، ولكن بحلول ذلك الوقت سيكون لدينا كل هذه المعلومات ولن تكون هناك ثغرات".
وقال غروسى ان خدمة معدات المراقبة ستبدأ فى غضون ايام قليلة ، واضاف انه سيتم استبدال الكاميرات التالفة التى تم ازالتها من ورشة الطرد المركزى التى وقعت ضحية لتخريب مزعوم فى يونيو .
ولم يفعل الاتفاق الكثير لحل قضية أخرى بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران، وهي فشل طهران في تفسير آثار اليورانيوم التي عثر عليها في ثلاثة مواقع سابقة غير معلنة. الا ان غروسي قال ان ايران دعته الى العودة قريبا واعرب عن امله في لقاء "السلطات العليا" في البلاد.
وقال "قد يستغرق ذلك بعض الوقت. إنه ليس بطوليا ولكنه أفضل بكثير من أي بديل"، كما قال عن الجهود المبذولة لحل المشكلة.
وقال دبلوماسيون ان الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين لم يقرروا بعد ما اذا كانوا سيسعون الى التوصل الى حل حول ايران خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي بدأ الاثنين.
وقال دبلوماسي مقيم في فيينا "من الواضح انه من غير المرجح التوصل الى قرار الان".