ديفيد دوشمان، آخر جندي يطلق سراح محتشد أوشفيتز يموت عن 98 عاما
جاكرتا - توفي ديفيد دوشمان، آخر جندي سوفياتي على قيد الحياة شارك في تحرير معسكر الموت النازي في أوشفيتز ببولندا في نهاية الحرب العالمية الثانية، عن عمر يناهز 98 عاما.
وقالت الجالية اليهودية في ميونيخ وبافاريا العليا يوم الأحد 6 يونيو بالتوقيت المحلي، توفي دوشمان في مستشفى ميونيخ يوم السبت 5 يونيو.
وقالت شارلوت كنوبلوش، الرئيسة السابقة للمجلس اليهودي المركزي الألماني، لصحيفة كوريا تايمز يوم الاثنين، 7 حزيران/يونيو، "إن كل شاهد على التاريخ يمر هو خسارة، لكن توديع ديفيد دوشمان مؤلم للغاية.
وتابع قائلا: "كان دوشمان على خط المواجهة عندما دمرت آلة قتل الاشتراكيين الوطنيين".
وكجندي في الجيش الوردي، قام دوشمان بتسوية سياج كهربائي ممنوع حول معسكر الموت النازي المعروف بالعنف، بدباباته T-34 في 27 يناير 1945، التي تذكرت فيما بعد كمحرر لمعسكر أوشفيتز.
واعترف في مقابلة معه بأنه وزملاءه لم يدركوا على الفور حجم ما حدث في محتشد أوشفيتز.
"الهياكل العظمية في كل مكان. تعثروا خارج الثكنات، جلسوا وتمددوا بين الموتى. فظيع. لقد ألقينا بهم كل طعامنا المعلب وغادرنا على الفور، لمطاردة الفاشيين"، كما أشار في مقابلة مع صحيفة سودويتشه تسايتونغ في ميونيخ عام 2015.
أكثر من مليون شخص، معظمهم من اليهود الذين تم ترحيلهم إلى هناك من جميع أنحاء أوروبا، قتلوا على يد نازي في أوشفيتز بيركيناو بين عامي 1940 و 1945.
وكان دوشمان قد شارك في السابق في بعض أكثر المعارك العسكرية دموية في الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك معارك ستالينغراد وكورسك. وقد اصيب بجراح خطيرة ثلاث مرات ولكنه نجا من الحرب وهو واحد من 69 جنديا فقط فى فرقته التى يبلغ قوامها 12 الف جندى .
كان والده طبيبا عسكريا سابقا مسجونا وتوفي لاحقا في معسكر عقوبات سوفياتي، بعد أن أصبح ضحية إحدى عمليات التطهير التي قام بها جوزيف ستالين.
بعد الحرب، ساعدت دوشمان في تدريب فريق المبارزة الوطني للسيدات في الاتحاد السوفيتي لمدة أربعة عقود. وقد شهد هجوما شنه ثمانية ارهابيين فلسطينيين على الفريق الاسرائيلى فى اوليمبياد ميونخ عام 1972 اسفر عن مصرع 11 اسرائيليا وخمسة فلسطينيين وشرطى المانى .
وفي وقت لاحق، زار دوشمان المدارس ليخبر الطلاب عن حروب وأهوال الهولوكوست. كما أنه يبرز ميدالياته العسكرية بانتظام للمشاركة في اجتماعات المحاربين القدامى.
وقالت اللجنة الاولمبية الدولية فى بيان لها " ان دوشمان كان مدرب المبارزة الاسطورى واخر محرر لمعسكر الاعتقال فى اوشفيتز " .
وأشاد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ بدوشمان، وروى كيف أنه كسياج شاب لما كان يعرف آنذاك بألمانيا الغربية، عرض عليه مدرب مخضرم الصداقة والمشورة في عام 1970. وبصرف النظر عن تجارب دوشمان الشخصية مع الحرب العالمية الثانية وأوشفيتز ورجل من أصل يهودي.
وقال باخ في بيان "هذا موقف انساني عميق لدرجة انني لن انساه ابدا".
وقالت اللجنة الاولمبية الدولية ان دوشمان دربت بعض انجح رياضيى المبارزة فى الاتحاد السوفيتى , بمن فيهم فالنتينا سيدوروفا وواصلت تقديم الدروس حتى التسعينات من العمر .
ولم يعرف بعد تفاصيل جنازته. وفي الوقت نفسه، توفيت زوجة دوشمان، زوجا، قبل بضع سنوات.