ضحايا الحرب بين إسرائيل وحماس: مقتل 35 فلسطينيا في غزة
جاكرتا - تصاعدت الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس خلال الليل، حيث قتل 35 فلسطينيا في غزة وثلاثة في إسرائيل في أكثر الغارات الجوية كثافة منذ سنوات.
نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية في غزة حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء 12 مايو/أيار، عندما أطلقت الجماعات الإسلامية وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة عدة هجمات صاروخية على تل أبيب وسوريا.
انهار مبنى في غزة وأصيب مبنى آخر بأضرار جسيمة بعد أن تعرض مرارا للضربات الجوية الإسرائيلية.
وتقول اسرائيل انها تهاجم اهداف حماس بما فيها مراكز المخابرات ومواقع اطلاق الصواريخ .
وكان هذا أكبر هجوم بين إسرائيل وحماس منذ حرب عام 2014 في غزة، وأثار مخاوف دولية من أن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة.
ونقلت وكالة رويترز عبر أنتارا عن مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند قوله على تويتر"أوقفوا إطلاق النار على الفور. وقد يتصاعد هذا إلى حرب شاملة. ويجب على القادة من جميع الأطراف أن يتحملوا مسؤولية تخفيف التصعيد.
"إن تكلفة الحرب في غزة مدمرة ويدفع ثمنها الناس العاديون. وتعمل الأمم المتحدة مع جميع الأطراف لاستعادة الهدوء. أوقفوا العنف الآن"، كما كتب.
وحتى صباح اليوم الاربعاء ، ذكر سكان غزة ان منازلهم تهتز وان السماء كانت مضيئة بالضربات الاسرائيلية ، والصواريخ القادمة ، وصواريخ الدفاع الجوى الاسرائيلية التى اعترضتهم .
وفر الإسرائيليون إلى الملاجئ أو على الأرصفة على الساحل وإلى جنوب إسرائيل وسط صوت الانفجارات عندما سقطت الصواريخ الاعتراضية في السماء.
وقال الجناح المسلح لحماس انه اطلق 210 صواريخ باتجاه بئر السبع وتل ابيب ردا على قصف مبنى ابراج فى مدينة غزة .
وفي تل أبيب، سمعت صفارات الإنذار الجوية في جميع أنحاء المدينة. وبالنسبة لاسرائيل فان اهدافا مسلحة فى تل ابيب عاصمتها التجارية تمثل تحديا جديدا فى المواجهة مع جماعة حماس الاسلامية التى تعتبرها اسرائيل والولايات المتحدة منظمة ارهابية .
وجاءت الغارات الجوية بعد أسابيع من التوتر في القدس خلال شهر رمضان، مع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين في المسجد الأقصى وحوله، وفي مجمع يقدسه اليهود باسم "جبل الهيكل" والمسلمون كموقع مقدس نبيل.
سعر مكلف جدا
ويبدو أن العنف لن ينتهي قريبا. حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الاثنين من ان المسلحين سيدفعون الثمن بشكل رائع جدا مقابل صاروخ وصل الى ضواحي القدس خلال عطلة في اسرائيل لاحياء ذكرى استيلاءها على القدس الشرقية في حرب 1967.
دفع اندلاع الأعمال العدائية خصوم نتنياهو السياسيين إلى تعليق المفاوضات حول تشكيل ائتلاف من أحزاب اليمين واليسار ويسار الوسط للإطاحة به بعد انتخابات 23 مارس/آذار غير الحاسمة.
وتبقى لزعيم المعارضة يائير لابيد ثلاثة أسابيع لتشكيل الحكومة، مع احتمال إجراء انتخابات جديدة - وفرصة أخرى لنتنياهو للاحتفاظ بالسلطة - إذا فشل.
وتتهم جامعة الدول العربية وبعض اعضائها اسرائيل بشن هجمات "عشوائية وغير مسؤولة" في غزة وتقول انها مسؤولة عن "تصعيد خطير" في القدس.
وقد وصفت حماس هجومها الصاروخي بأنه "سيف القدس"، ساعية إلى تهميش الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتقديم نفسها على أنها الوصي على الشعب الفلسطيني في القدس.
وقال اسماعيل هنية زعيم الجماعة المسلحة ان اسرائيل اطلقت النار فى القدس والأقصى وان الحريق الذى امتد الى غزة هو المسئول عن العواقب . "
وقال هنية إن قطر ومصر والأمم المتحدة أجرت اتصالات لطلب الهدوء، لكن رسالة حماس إلى إسرائيل كانت: "إذا أرادوا زيادة الهجوم، فالمقاومة مستعدة، إذا أرادوا التوقف، فالمقاومة جاهزة".
اعلن البيت الابيض اليوم الثلاثاء ان لاسرائيل حقا مشروعا في الدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية لكنه ضغط على اسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين، معتبرا ان القدس يجب ان تكون مكانا للتعايش.
وقال دبلوماسيون ومصادر مطلعة على الاستراتيجية الامريكية ان الولايات المتحدة تؤجل جهود مجلس الامن الدولى لاصدار بيان عام حول تصاعد التوترات لانه قد يشكل خطرا على الجهود وراء الكواليس لانهاء العنف .
وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس على الهدوء و"ضبط النفس من الجانبين" بقوله " ان الخسائر فى الارواح الاسرائيلية ، وخسائر فى الارواح الفلسطينية ، امر نأسف له بشدة " .
واضاف " اننا نحث على هذه الرسالة التى تتصاعد بان هذه الخسائر فى الارواح سوف تنتهى قريبا .