الأمين العام للأمم المتحدة: حلم سيء في غزة يدخل عامها الثاني رشيق وشرير

جاكرتا (رويترز) - أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الثلاثاء عن قلقه إزاء الأزمات الإنسانية والسياسية المتصاعدة في قطاع غزة ولبنان بينما أدان انتهاكات القانون الدولي.

"دخلت الكوابيس في غزة الآن عامها الثاني فظيع وشرير. لقد كانت عاما مليئا بالأزمات. أزمة إنسانية. أزمة سياسية. أزمة دبلوماسية. وأزمة أخلاقية"، قال الأمين العام غوتيريش في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بالولايات المتحدة، أطلقت أنادولوس في 9 أكتوبر.

وأشار إلى أن قطاع غزة "أصبح نقطة انطلاق لمعاناة بشرية يصعب فهمها"، مشيرا إلى أن أكثر من 41.000 فلسطيني لقوا حتفهم، معظمهم من النساء والأطفال، مع فقدان الآلاف الآخرين ويعتقد أنهم محاصرين تحت الأنقاض.

وقال: "أدين بشدة جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي في غزة".

وفي معرض تسليط الضوء على الوضع المتزايد التدهور للعمال الإنسانيين والصحفيين، أشار الأمين العام غوتيريش إلى أن "الصحفيين قتلوا بمعدل لم يسبق له مثيل في أي صراع في العصر الحديث. والعمال الإنسانيون، أولئك الذين كرسوا حياتهم لمساعدة الآخرين، يواجهون خطرا لم يسبق له مثيل وقاس".

وبهذه المناسبة، شدد الأمين العام غوتيريش على الدور المهم الذي تلعبه وكالة الأمم المتحدة للمساعدة والتوظيف (UNRWA) في غزة، بينما حذر من العواقب المحتملة لمشروع القانون الإسرائيلي للحد من عمليات الوكالة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه أرسل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "للتعبير عن قلقه العميق إزاء مشروع القانون الذي يمكن أن يمنع اليوناروا من مواصلة عمله الهام في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وسيعيق هذا الإجراء الجهود الرامية إلى تخفيف حدة المعاناة الإنسانية والتوترات في غزة وحتى في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال: "ستكون كارثة لا مفر منها".

وفي الأسبوع الماضي، قدم الكنيسيت (البرلمان الإسرائيلي) مشروع قانون لرفع المناعة والامتيازات الممنوحة للأونروا، في خطوة ينظر إليها الفلسطينيون والأمم المتحدة على أنها جزء من حملة إسرائيل لحل وكالة الأمم المتحدة وحل مشكلة اللاجئين.

وعلاوة على ذلك، أدان غوتيريش أيضا العمليات العسكرية الإسرائيلية المتزايدة الكثافة في شمال غزة، حيث تستهدف المستوطنات والمستشفيات، مما أجبر 400 ألف نسمة على الانتقال مرة أخرى إلى ظروف مزدحمة وغير نظيفة في الجنوب.

وأضاف أن "أمر المدنيين بالإخلاء لن يجعلهم آمنين إذا لم يكن لديهم مكان آمن للاستهداف ولم يكن هناك خندق أو طعام أو دواء أو مياه"، مضيفا أنه لا يوجد مكان آمن في غزة.

كما حذر الأمين العام من صراع متصاعد في لبنان يهدد بضرب المنطقة.

وقال "نحن على وشك الحرب التي انتهت في لبنان بعواقب مدمرة"، مشيرا إلى الهجوم الإسرائيلي الضخم الذي أودى بحياة أكثر من 2000 ضحية في لبنان، وتسبب في نزوح أكثر من مليون شخص.

وشدد الأمين العام غوتيريش على أنه "يجب احترام سيادة وسلامة الأراضي لجميع البلدان".

وكرر الأمين العام للأمم المتحدة الدعوات إلى السلام قائلا: "الصراع في الشرق الأوسط يتفاقم كل ساعة ولا تزال تحذيراتنا من الآثار المروعة للتصعيد مستمرة".

وأضاف أن "أي ضربة جوية، وكل إطلاق صواريخ، وكل صاروخ يطلق، تبقي السلام أكثر فأكثر، وتجعل معاناة ملايين المدنيين المحاصرين في منتصفها أسوأ".

وانتهى الأمين العام بالدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وتحديث الجهود الرامية إلى حل الدولتين.

واختتم حديثه قائلا: "يحق لجميع الناس في المنطقة أن يعيشوا في سلام"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار وتحديث الجهود الرامية إلى حل الدولتين.