السلطة اللبنانية تعتقل 185 مشتبها بهم بتجسس إسرائيلي

جاكرتا (رويترز) - قال مصدران أمنيان يوم الأربعاء إن لبنان اعتقل 185 شخصا يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل منذ الانهيار الاقتصادي اللبناني قبل ثلاث سنوات مما ترك العديد من اللبنانيين في حاجة ماسة إلى المال.

وقد قفز العدد بشكل كبير من المتوسط السابق البالغ أربعة أو خمسة اعتقالات في السنة، كما قال أحد المصادر لوكالة فرانس برس، كما نقلت صحيفة "ذا ناشيونال نيوز" في 8 كانون الأول/ديسمبر.

"هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال هذا العدد الكبير من الأشخاص بتهمة التعاون مع إسرائيل، وذلك بسبب الأزمة"، قال مصدر أمني آخر.

ويعاني لبنان من أزمة مالية واقتصادية حادة منذ عام 2019، مما تسبب في انهيار العملة الوطنية، وتجميد البنوك لودائعها، وإغراق قطاعات كبيرة من السكان في براثن الفقر.

وقال مصدر ثان "هذه نعمة للإسرائيليين، الذين يستهدفون اللبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي، بإعلانات وظائف لشركات وهمية".

ثم يتصل المجندون بمقدمي الطلبات، الذين لم يكن لدى بعضهم أي فكرة عن اتصالهم من قبل وكالة تجسس إسرائيلية.

وقال أحد المصادر إنه من بين جميع الذين اعتقلوا منذ عام 2019، يشتبه في أن ثلاثة فقط يعملون مع إسرائيل قبل الأزمة.

وفي الوقت نفسه، من بين 185 شخصا اعتقلوا، حوكم 165 شخصا حتى الآن وأدين 25 شخصا وصدرت ضدهم أحكام بالسجن. ومن بين المشتبه بهم، اتصل اثنان مباشرة بوكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد للعمل من خلال موقعها على الإنترنت.

وقال أحد المصادر إن بعض المعتقلين الذين اشتبهوا في أن المخابرات الإسرائيلية اتصلت بهم "فعلوا ذلك على أي حال لأنهم لا مشكلة مع إسرائيل ويكرهون حزب الله" وهو جماعة مسلحة مدعومة من إيران ولها تأثير كبير على الحياة السياسية في لبنان.

وفي الوقت نفسه، انخرطت إسرائيل وحزب الله في حرب مباشرة لمدة 33 يوما في لبنان في عام 2006.

من المعروف أن لبنان لا يزال من الناحية الفنية في حالة حرب مع إسرائيل، ويحظر على مواطنيه الاتصال بإسرائيل أو السفر إلى هناك.

وفي وقت سابق من هذا العام، اعتقل لبنان 21 شخصا يشتبه في تجسسهم لصالح إسرائيل، بحسب ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير.

بالإضافة إلى ذلك، اعتقلت أجهزة الأمن اللبنانية العشرات على مر السنين للاشتباه في تعاونهم مع إسرائيل، وحكم على بعضهم بالسجن لمدة تصل إلى 25 عاما.

بين أبريل/نيسان 2009 و2014، احتجزت السلطات اللبنانية أكثر من 100 شخص متهمين بالتجسس لصالح إسرائيل، معظمهم من أفراد الجيش أو موظفي الاتصالات، قبل أن ينخفض معدل الاعتقالات لعدة سنوات.