الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يصف وفاة مهسا أميني بأنها حادث مأساوي، لكن الفوضى غير مقبولة
جاكرتا (رويترز) - قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن وفاة شابة في الحجز أحزنت الجميع في البلاد لكنه حذر من أن الفوضى غير مقبولة وسط احتجاجات عنيفة واسعة النطاق على وفاة امرأة تدعى مهسا أميني.
وأثارت وفاة أميني قبل أسبوعين احتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء إيران، حيث دعا المحتجون مرارا وتكرارا إلى إنهاء أكثر من أربعة عقود من حكم رجال الدين الإسلامي.
وقال رئيسي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي "نشعر جميعا بالحزن إزاء هذا الحادث المأساوي، (لكن) الفوضى غير مقبولة".
"الخط الأحمر للحكومة هو أمن شعبنا. لا يمكن للمرء أن يسمح للناس بتعكير صفو سلام المجتمع من خلال أعمال الشغب".
وعلى الرغم من ارتفاع عدد القتلى وحملة القمع التي تشنها قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات وفي بعض الحالات الذخيرة الحية، تظهر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيين متمسكين بالاحتجاجات، وهم يهتفون "الموت للديكتاتور".
لكن انهيارا للبلاد يبدو بعيدا في المستقبل القريب حيث أن قادتها مصممون على عدم إظهار نوع الضعف الذي يعتقدون أنه حسم مصير الشاه المدعوم من الولايات المتحدة في عام 1979 حسبما قال مسؤول إيراني كبير لرويترز.
وانتشرت المظاهرات الغاضبة إلى أكثر من 80 مدينة في جميع أنحاء البلاد منذ وفاة أميني البالغة من العمر 22 عاما في 13 سبتمبر/أيلول، بعد اعتقالها بتهمة "اللباس غير اللائق" من قبل الشرطة الأخلاقية التي تطبق قواعد اللباس الصارمة في البلاد.
وتوفي أميني، الذي كان من مدينة سقز الكردية في شمال غرب البلاد، في المستشفى بعد غيبوبة، مما أثار أول احتجاجات كبيرة في الشوارع الإيرانية منذ أن سحقت السلطات الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين في عام 2019.
وقال الرئيس رئيسي، الذي أمر بإجراء تحقيق في وفاة أميني، إن "الطب الشرعي سيقدم تقريرا عن وفاته في الأيام المقبلة".
وعلى الرغم من أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لم يعلق على الاحتجاجات، إلا أن هيئة رقابية متشددة دعت المحكمة إلى "التعامل بحزم مع الجناة الرئيسيين والمسؤولين عن قتل وإصابة الأبرياء وقوات الأمن".
وعين خامنئي ستة من كبار رجال الدين من الهيئة المؤلفة من 12 عضوا والمعروفة باسم مجلس صيانة الدستور.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن 41 شخصا بينهم أفراد من الشرطة وميليشيات موالية للحكومة قتلوا خلال الاحتجاجات. وفي الوقت نفسه، أبلغت جماعات حقوق الإنسان الإيرانية عن ارتفاع عدد الضحايا.
وأيد الرئيس رئيسي قوات الأمن الإيرانية قائلا "لقد ضحوا بحياتهم لتأمين البلاد".
وفي الوقت نفسه، دعم العشرات من المشاهير الإيرانيين ولاعبي كرة القدم والفنانين، في الداخل والخارج، المظاهرة. وقالت المحكمة الإيرانية المتشددة إنها ستوجه اتهامات ضدهم، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية.
وحذر رئيسي من أن "كل من يشارك ويحرض على الفوضى والاضطرابات سيحاسب"، مضيفا "لا أحد يخشى التعبير عن آرائه".