استمرار الاحتجاجات والاشتباكات الجماهيرية مع الشرطة: الشرطة الإيرانية تتخذ إجراءات حاسمة والأمم المتحدة تطلب ضبط النفس
جاكرتا (رويترز) - انتشرت شرطة مكافحة الشغب الإيرانية في الساحة الرئيسية بطهران يوم الأربعاء لمواجهة أشخاص يهتفون "موتوا ديكتاتورا" في الوقت الذي زادت فيه الاحتجاجات التي عمت أنحاء البلاد على وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة ضغوطا على السلطات.
وعلى الرغم من ارتفاع عدد القتلى وحملة القمع التي تشنها قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات، الذخيرة الحية، تظهر مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي إيرانيين يدعون إلى إنهاء الحكم الإسلامي لأكثر من أربعة عقود.
واستمرت الاحتجاجات لما يقرب من أسبوعين، وامتدت إلى ما لا يقل عن 80 مدينة وبلدة في جميع أنحاء إيران، من طهران إلى ميناء شابهار الجنوبي الشرقي.
وهتف المتظاهرون في حي أكباتان في طهران "سنقاتل وسنموت وسنستعيد إيران" حسبما أظهر مقطع فيديو نشر على تويتر نقلا عن رويترز في 28 سبتمبر أيلول.
وهتف مقطع فيديو من شابهار يظهر شرطة مكافحة الشغب وهي تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين "موتوا (المرشد الأعلى آية الله علي) خامنئي".
وفي الوقت نفسه، قالت قيادة الشرطة الإيرانية إن قواتها ستقمع المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع، نقلا عن صحيفة "ذا ناشيونال نيوز".
وقالت قيادة الشرطة إن "الضباط سيعارضون بكل ما أوتوا من قوة مؤامرات الثورة المضادة والعناصر المعادية، وسيتعاملون بحزم مع من يخل بالنظام العام والأمن في أي مكان في البلاد"، وفقا لوكالة أنباء فارس.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن 41 شخصا بينهم أفراد من الشرطة والميليشيات الموالية للحكومة قتلوا خلال الاحتجاجات. وفي الوقت نفسه، أبلغت جماعات حقوق الإنسان الإيرانية عن حصيلة أعلى وصلت إلى 76 شخصا.
وبشكل منفصل، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان حكام إيران من رجال الدين إلى "الاحترام الكامل للحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع وتكوين الجمعيات سلميا".
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في بيان صادر يوم الثلاثاء إن التقارير تشير إلى "اعتقال مئات الأشخاص بينهم مدافعون عن حقوق الإنسان ومحامون ونشطاء في المجتمع المدني وما لا يقل عن 18 صحفيا".
من المعروف أن مهسا أميني (22 عاما)، من مدينة سقز الكردية الشمالية الغربية، اعتقلت في 13 سبتمبر/أيلول في طهران بسبب "ملابس غير لائقة" من قبل الشرطة الأخلاقية، التي فرضت قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وتوفي بعد ثلاثة أيام في المستشفى بعد دخوله في غيبوبة، مما أثار أول مظاهرات كبيرة حول المعارضة في الشوارع الإيرانية، منذ أن سحقت السلطات الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين في عام 2019.