الأمين العام للأمم المتحدة يجدد التأكيد على الحاجة إلى اتخاذ خطوات سريعة للتصدي للفيضانات في باكستان
جاكرتا (رويترز) - دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة لمساعدة باكستان المنكوبة بالفيضانات وكذلك التعامل مع الدمار الناجم عن الأمطار الغزيرة.
وفي زيارة استغرقت يومين إلى باكستان، توجه غوتيريش إلى منطقة سوكور في إقليم السند، حيث اطلع على الأضرار وجهود الإغاثة والإنقاذ من قبل رئيس الوزراء سيد مراد علي شاه، وفقا لتقرير للتلفزيون الرسمي الباكستاني.
وفي وقت لاحق، توجه إلى أوستا محمد، وهي مدينة أخرى ضربتها الفيضانات في إقليم بلوشستان، مع رئيس الوزراء شهباز شريف ووزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري، للقاء ضحايا الفيضانات.
"هذه ليست مسألة كرم، بل مسألة عدالة"، قال المسؤول الأممي الكبير في بث مباشر أوردته عنترة، السبت 10 سبتمبر/أيلول.
عادة ما يؤدي موسم الرياح الموسمية في باكستان ، كما هو الحال في بلدان أخرى في المنطقة ، إلى هطول أمطار غزيرة ، ولكن هذا العام هو موسم الأمطار الأكثر منذ عام 1961.
وغمرت الأمطار الغزيرة وذوبان الأنهار الجليدية، التي أعقبتها فيضانات مستعرة، ثلث أراضي البلاد.
ومنذ منتصف يونيو/حزيران، كانت الأمطار أعلى بعشر مرات من المعتاد، وتسببت الفيضانات المفاجئة في مقتل ما يقرب من 1,400 شخص وإصابة أكثر من 12,000 آخرين.
كما جرفت الكارثة مئات الآلاف من المنازل والجسور والطرق والمباني في جميع أنحاء البلاد، والتي كانت تعاني بالفعل من اضطرابات سياسية واقتصادية.
وتضرر أكثر من 33 مليون من سكان باكستان البالغ عددهم نحو 220 مليون نسمة من الفيضانات المستعرة، مما تسبب في خسائر بنحو 30 مليار دولار أمريكي (445.01 تريليون روبية) من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وفقا لتقديرات الحكومة.
كما تعهد الأمين العام للأمم المتحدة يوم الجمعة (9/9) بمساعدة باكستان في تنظيم مؤتمر لجمع التبرعات بعد أن أكملت إسلام أباد تقييما للحاجة والأضرار الناجمة عن الفيضانات.
وشدد على أن إسلام أباد بحاجة إلى "دعم مالي دولي كبير" للتعامل مع الدمار الناجم عن الفيضانات المستعرة.
وأضاف "نحن في تضامن كامل مع باكستان. نؤكد لكم أننا سنفعل كل ما في وسعنا من أجلكم".
كارثة تغير المناخ
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة مجددا أن باكستان وغيرها من "النقاط الساخنة" لكوارث تغير المناخ هي الثمن الذي يجب دفعه مقابل انبعاثات غازات الدفيئة من الدول الكبرى.
وشدد على أن المجتمع الدولي، وخاصة الدول المسؤولة عن انبعاثات غازات الدفيئة، يجب أن يتصرف "بشكل عاجل" لمساعدة "النقاط الساخنة" مثل باكستان، التي تستعد لمواجهة التحديات المستقبلية بسبب تغير المناخ.
وتصدر باكستان أقل من 1٪ من غازات الاحتباس الحراري، لكنها في طليعة أزمة المناخ التي يسببها الإنسان.
وقال غوتيريش "علينا أن نعترف بحقيقة أننا نعيش في عالم يتغير فيه تغير المناخ، (و) علينا أن نتحرك الآن".
وقال إن المجتمع الدولي يجب أن يكون على دراية بالعواقب الوخيمة لانبعاثات غازات الدفيئة ، حيث تستجيب الطبيعة للكوارث.
وقال غوتيريش إن مشكلة غازات الدفيئة سرعت من تغير المناخ وتحتاج البلدان التي لديها آثار أكبر من انبعاثات الاحتباس الحراري إلى فهم هذه القضية.