بعد انتخابها رئيسة للوزراء البريطانية، تجني ليز تروس رد فعل قويا من روسيا
جاكرتا (رويترز) - وجه سياسيون ووسائل إعلام روسية انتقادات ساخرة وانتقادات بشأن انتخاب رئيس وزراء بريطاني جديد متوقعين أن ذلك لن يحسن العلاقات بين البلدين.
في غضون ساعات من فوزها في الانتخابات لقيادة حزب المحافظين الحاكم، تعرضت تروس لمقارنات غير جذابة مع قدوتها مارغريت تاتشر، وتحذيرات من أنها ستكافح للتغلب على أزمة الطاقة التي تلوح في الأفق.
وقال النائب القومي ليونيد سلوتسكي إنه قد يضطر إلى إخبار البريطانيين "بإطفاء الأنوار" عندما ترتفع فواتير الطاقة.
وكتب على تلغرام: "ليست روسيا ورئيسها هما المسؤولان هنا، بل سياسة العقوبات غير الحكيمة في داونينغ ستريت".
وفي الوقت نفسه، قال كونستانتين كوساتشيف، عضو مجلس الشيوخ في البرلمان، إن تروس يحاول "استبدال" تاتشر "المرأة الحديدية"، ولكن "لا يبدو أن رئيس الوزراء الجديد لديه حجج قوية بما فيه الكفاية للسكان".
وذكرت صحيفة كومسومولسكايا برافدا الشعبية قراءها بالأخطاء التي ارتكبها تروس خلال رحلته إلى موسكو في فبراير شباط كوزير للخارجية.
وقالت إنه بالمقارنة معه، بدا رئيس الوزراء بوريس جونسون "وكأنه عقل كبير جدا".
وكانت تروس هدفا لتعليقات لاذعة من موسكو منذ زيارتها في إطار محاولات عقيمة من سياسيين غربيين لمنع غزو روسيا لأوكرانيا.
واشتكى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ذلك الوقت من أن الحقائق "تنعكس" عليها.
ثم ذكرت صحيفة روسية أنه أخبر لافروف عن طريق الخطأ أن بريطانيا لن تعترف أبدا بسيادة موسكو على مدينتين روسيتين ، روستوف وفورونيج ، وتحتاج إلى تصحيح من قبل سفيرها.
وقال الكرملين إن هذا يظهر سوء فهم القادة الغربيين للحقائق الجيوسياسية لكن بريطانيا قالت إن تروس أساء ببساطة سماع سؤال لافروف.
وقالت تاتيانا ستانوفايا مؤسسة شركة التحليل السياسي آر.بوليتيك إن الحادث ساعد في تشكيل موقف روسيا.
وقالت: "يبدو أن تروس يمثل الكرملين هذا الجيل الجديد من السياسيين الغربيين السطحيين". "لقد شعروا بسعادة غامرة عندما ارتكب هذا الخطأ. لقد كانت مكافأة لاستخدامها على الفور ضدها".
وقبل أيام من هذا الخطأ، زعزعت تروس استقرار البحر الأسود وبحر البلطيق، مما سمح للمتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا بالشكوى من "غباء وجهل السياسيين الأنجلوسكسونيين".
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين يوم الاثنين قبل وقت قصير من أنباء فوز تروس إن العلاقات مع لندن قد تتدهور أكثر رغم أنه "من الصعب تخيل أي شيء أسوأ".
ويتوقع المحللون السياسيون أن يحافظ تروس على موقف بريطانيا كواحدة من أكثر مؤيدي أوكرانيا نشاطا وصخبا، وتزويدها بالأسلحة والتدريب.
وقد يكون "عداؤها" مع روسيا مفيدا، حيث يسعى إلى إثبات أوراق اعتمادها كزعيمة قوية ضد موسكو.
وعلى الرغم من أخطائها خلال زيارة في فبراير/شباط، أظهرت أنها قادرة على محاربة لافروف الأكثر خبرة، وتحدت علنا تأكيدها بأن روسيا لا تهدد أي شخص بحشد عسكري واسع النطاق على الحدود مع أوكرانيا. وبعد أسبوعين، غزت روسيا أوكرانيا.