مظاهرات دامية في الهند بعد أن أهان سياسيون قوميون هندوس النبي محمد، زعيم الجماعة الإسلامية يدعو إلى ذلك
جاكرتا (رويترز) - دعا زعماء جماعات إسلامية ومساجد في الهند المسلمين في البلاد إلى تأجيل خطط للاحتجاج على الإهانات التي وجهها اثنان من أعضاء الحزب القومي الهندوسي الحاكم ضد النبي محمد.
وصدر النداء لتجنب التجمعات مع أعداد كبيرة من الناس بعد مظاهرات انطوت على أعمال عنف الأسبوع الماضي. وأسفرت المظاهرات عن مقتل مراهقين مسلمين وإصابة أكثر من 30 شخصا، من بينهم أفراد من قوات الشرطة.
"من واجب جميع المسلمين أن يتحدوا عندما يهين أي شخص الإسلام، ولكن في الوقت نفسه من المهم جدا الحفاظ على السلام"، قال مالك أسلم، العضو البارز في جماعة هند الإسلامية، وهي منظمة إسلامية تعمل في عدد من الولايات الهندية، كما ذكرت رويترز عبر عنترة، الاثنين 13 يونيو/حزيران.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أدلى عضوان من حزب بهاراتيا جاناتا، الحزب الذي يضم رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بتصريحات مسيئة للمسلمين.
وأصدرت متحدثة باسم الحزب التعليق المسيء في مناظرة تلفزيونية وأدلى متحدث آخر بالتعليق المسيء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوقف حزب بهاراتيا جاناتا كليهما في وقت لاحق وقال إنه يدين أي شكل من أشكال الإهانة لأي دين. كما رفعت الشرطة قضايا ضد الاثنين، لكن هذا لم يمنع المسلمين الغاضبين من الاحتجاج في الشوارع.
وألقت الشرطة القبض على ما لا يقل عن 400 مشتبه بهم من مثيري الشغب مع اندلاع مظاهرات في عدد من الولايات وفرض قيود على حظر التجول إلى جانب تعليق خدمات الإنترنت في عدد من الأماكن.
وشكك كثير من المسلمين في الهند في موقعهم في المجتمع منذ تولي مودي منصبه في عام 2014 وقللوا من شأن أصوله في جماعة قومية هندوسية قوية يرتبط فيها الحزب الذي يحتضنه.
ويقول منتقدون إن حزب بهاراتيا جاناتا سلك طريق المواجهة، وروج لفكرة أن الهند دولة هندوسية، وهاجم المعارضين "المعادين للوطن"، وهو ما يعتبره كثير من المسلمين محاولة لتهميشهم، وهم مجتمع يشكل 13 في المائة من سكان الهند الذين تبلغ ملياراتهم.
هدمت السلطات في ولاية أوتار براديش الشمالية يوم الأحد منزل رجل مسلم على صلة بأعمال الشغب. وأدى ذلك إلى إدانة حكومة الولاية، بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا، من قبل خبراء دستوريين وجماعات حقوق الإنسان.
وفسرت جماعات إسلامية وحقوقية هدم المنزل على أنه عقاب على أعمال الشغب لكن سلطات الولاية قالت إن ذلك تم لأن المنزل بني بشكل غير قانوني على أراض عامة.
وقال موظف تقوده الدولة لرويترز "نحن لا نهدم المنازل لمنع المسلمين من الاحتجاج لأن لهم الحق في الاحتجاج في الشوارع".
ولم يعلق مودي على التعليقات المعادية للإسلام التي أثارت احتجاجات حتى مع وصول اللعنات من دول أخرى حول العالم. ونظمت دول أخرى من بينها قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان وإيران، وهي شركاء تجاريون مهمون للهند، احتجاجات دبلوماسية.