1983 قصف ثكنات أمريكية في بيروت وخلل كبير للسلام العربي
جاكرتا - في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983، قاد انتحاري شاحنة مليئة بألفي رطل من المتفجرات إلى ثكنة مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) في مطار بيروت الدولي. وبعد دقائق من انفجار القنبلة الأولى، نفذت القنبلة الثانية في قبو ثكنة المظليين الفرنسيين.
أسفر الانفجار الأول عن مقتل 220 من مشاة البحرية و18 بحاراً وثلاثة جنود. وفى الوقت نفسه اسفر التفجير الثانى عن مصرع 58 شخصا .
وفي عام 1975، اندلعت حرب أهلية دامية في لبنان، حيث يقاتل الفدائيون الفلسطينيون المسلمون واليساريين ميليشيات حزب الكتائب المسيحيين والطائفة المسيحية المارونية وجماعات أخرى. وعلى مدى السنوات القليلة التالية، فشل تدخل سوريا وإسرائيل والأمم المتحدة في حل الاقتتال بين الفصائل.
ثم في 20 آب/أغسطس 1982، صدرت الأوامر إلى القوات المتعددة الجنسيات، بما في ذلك 800 جندي من مشاة البحرية الأميركية، إلى بيروت للمساعدة في تنسيق انسحاب القوات الفلسطينية. يذكر ان قوات المارينز الموجودة فى بيروت هى جزء من قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات تحاول التوسط لوقف اطلاق النار بين الفصيلين اللبنانيين المسيحيين والمسلمين .
وفي عام 1981، أشرفت القوات الأمريكية على انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت ثم انسحبت. وعادوا إلى بيروت في العام التالي، بعد مذبحة اللاجئين الفلسطينيين على أيدي الميليشيات المسيحية.
وقد أودت المذبحة بحياة ما يقرب من ألف لاجئ فلسطيني غير مسلحين. نقلا عن التاريخ، الجمعة، 23 تشرين الأول/أكتوبر، انتقل ما يصل إلى 800 من مشاة البحرية التابعة لمحافظي السلام إلى ثكنات الجيش الإسرائيلي بالقرب من المطار، وهو حصن بجدران سميكة مثل قدمين يبدو أنه يُمسك بأي شيء.
وفى الواقع ، بعد ان قتلت قنبلة فان 46 شخصا فى السفارة الامريكية فى ابريل ، حافظت القوات الامريكية على موقفها بعدم الدفاع عن النفس . وكانت أسوارهم غير مُفرَّجة نسبياً وتم تفكيك أسلحتهم اللازمة لحراستهم.
وفي حوالي الساعة 20/6 من صباح يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983، اخترقت شاحنة مرسيدس صفراء أسوار الأسلاك الشائكة حول مجمع الثكنات والماضية نقطتي تفتيش. أسرعت السيارة مباشرة إلى الثكنة وانفجرت.
وقال شهود عيان ان قوة الانفجار تسببت فى انهيار المبنى باكمله الى سحب كثيفة . ويقول محققو مكتب التحقيقات الفيدرالى انه اكبر انفجار غير نووى منذ الحرب العالمية الثانية وبالتأكيد اقوى سيارة مفخخة تم تفجيرها على الاطلاق .
غضب ريغانوبعد التفجيرات اعرب الرئيس الامريكى رونالد ريجان عن غضبه ازاء " هذا العمل الخسيس " وتعهد بان بقاء القوات الامريكية فى بيروت حتى يمكن تحقيق السلام . ولكن من ناحية أخرى، وضع الرئيس ريغان خططاً لتفجير معسكر تدريب حزب الله في بعلبك، لبنان، حيث اعتقد عملاء المخابرات أن تفجير الثكنات كان مخططاً له.
بيد ان وزير الدفاع كاسبار واينبرجر الغى المهمة . وذلك لأنه لا يريد أن تضر الولايات المتحدة بالعلاقات مع الدول العربية المنتجة للنفط.
كما تطرح أسئلة خطيرة حول نوعية الأمن في القطاع الأمريكي الذي مزقته الحرب في بيروت. وقد احتلت قوات حفظ السلام الامريكية منطقة مفتوحة بالقرب من المطار ، بيد انه لاسباب سياسية لم يسمح لقادة المارينز بالحفاظ على محيط امن تماما قبل الهجوم .
وبعد أربعة أشهر من الانفجار، أعلن الرئيس ريغان انتهاء الدور الأمريكي في قوات حفظ السلام. وفي 26 شباط/فبراير 1984، غادر المارينز الرئيسيون لبنان ولم يبق سوى وحدة صغيرة لحراسة السفارة الاميركية في بيروت.