الجولة الثالثة من محادثات السلام الروسية الأوكرانية تنتهي: تعرقلها جمهورية القرم ودونباس وتتفق على الجولة الرابعة
جاكرتا (رويترز) - اتفقت روسيا وأوكرانيا على استئناف جولة أخرى من محادثات السلام بعد أن اختتم الجانبان الجولة الثالثة من المحادثات يوم الاثنين في بيلاروسيا رغم أنها لم تسفر عن النتائج المتوقعة.
وكتبت السفارة الروسية في مينسك على قناتها على تلغرام "انتهت الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية في بيلاروسيا"، مضيفة أن المحادثات استمرت نحو ثلاث ساعات.
وفشلت الجولة الثالثة من المحادثات الروسية الأوكرانية، التي عقدت في بيلاروسيا مساء الاثنين، في تحقيق النتائج المتوقعة، كما أقر وفدا موسكو وكييف.
وقال كبير المفاوضين الروس مساعد الرئيس فلاديمير ميدينسكي إن الآمال المعلقة على المحادثات لم تتحقق. وفي الوقت نفسه ، اعترف مستشار مكتب رئيس أوكرانيا ميخائيل بودولياك ، بأنه لا توجد نتائج في الوقت الحالي قد تحسن الوضع بشكل كبير.
واتفق الجانبان على مواصلة المفاوضات وأشارا إلى تغييرات إيجابية في مسألة الممر الإنساني الذي ظل معطلا عن العمل يوم الاثنين.
وتأمل روسيا في أن يبدأ الممر الإنساني لإجلاء المدنيين من المناطق المعادية، الذي نوقش يوم الجمعة الماضي، العمل بشكل صحيح يوم الثلاثاء، حسبما قال ميدينسكي لوسائل الإعلام.
وقال إن الوفد الروسي طرح هذا السؤال بطريقة "فارغة" لقبول الوعود الحازمة لوفد كييف. وألقى مساعد الرئيس الروسي باللوم في مشاكل فتح الممر الإنساني على القادة العسكريين الأوكرانيين المحليين الذين عصوا أوامر رؤسائهم والسلطات.
وقال بودولياك في مقطع فيديو نشر على تويتر إن الجانبين اتفقا على بعض التغييرات في الخدمات اللوجستية التي قال إنها ستجعل المساعدات للمدنيين أكثر فعالية لكنه لم يكشف عن تفاصيل.
وفي صباح يوم الاثنين، فتح الجيش الروسي ممرات للمدنيين من كييف وخاركوف وسومي وماريوبول، لكن إجلاء المدنيين تعطل. ورفضت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريششوك خيار موسكو ووصفته بأنه "غير مقبول".
وقال ميدينسكي إن وفد موسكو قدم إلى بيلوفيجسكايا بوششا اتفاقات ومسودات ومقترحات "ملموسة" على أمل التوقيع على "بروتوكول على الأقل" بشأن المسائل المتفق عليها من حيث المبدأ.
وفي الوقت نفسه، قال بودولياك إنه سيتم اقتراح مشاورات بشأن حزمة تسوية سياسية أساسية مقترنة بوقف إطلاق النار وضمانات أمنية، لكن لم يتم تحقيق نتائج ملموسة بعد.
ويشمل الاقتراح الروسي، كما قال رئيس لجنة مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي، "الجوانب السياسية، ونزع السلاح، واللغة الروسية، وبطبيعة الحال، كل ما يتعلق بالوضع المحايد ونزع السلاح".
وشدد على أن موقف موسكو من هذه القضية "ليس أساسا لمزيد من المشاورات، بل هو أساس لا يتزعزع".
وفي وقت سابق، قال رئيس الكتلة البرلمانية للفصيل الحاكم في أوكرانيا، ديفيد أخراميا، أحد المشاركين في المفاوضات، إن موسكو وكييف تمكنتا من التوصل إلى حل وسط عملي بشأن جميع القضايا باستثناء وضع شبه جزيرة القرم وجمهورية دونباس. وقال إن قبولهم سيكون "غير مقبول من قبل المجتمع الأوكراني".
وفي الوقت نفسه، قالت موسكو مرارا وتكرارا إن الاعتراف بجمهورية دونيتسك ولوغانسك وسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول هو موقف حازم. وينطبق الشيء نفسه على طلبات إدراج بنود خاصة في الدستور تستبعد انضمام أوكرانيا إلى أي كتلة، حسبما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف لرويترز.
وقال ميدينسكي إن "المفاوضات الروسية الأوكرانية ستستمر وتأمل موسكو في "اتخاذ المزيد من الخطوات الملموسة إلى الأمام".
وعلى الرغم من أن أحدا لم يذكر تاريخا أو مكانا محددا، إلا أن سلوتسكي قال إن الجولة المقبلة ستعقد في بيلاروسيا في المستقبل القريب. وذكر أيضا بأن عملية التفاوض لن تكون سهلة وتستغرق وقتا طويلا.
"دعونا لا نستسلم للوهم بأن النتيجة النهائية ليست سوى خطوة أو خطوتين بعيدا عنا. هناك عمل شاق ومنهجي ينتظرنا".