مكالمة هاتفية للرئيس بوتين والرئيس بايدن يقول إن غزو أوكرانيا سيجعل روسيا تعاني وتكون معزولة
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت إن الغرب سيرد بشكل حاسم على أي غزو لأوكرانيا، مضيفا أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى معاناة واسعة النطاق وعزل موسكو.
وفي محاولة أخيرة لإدارة الأعمال العدائية المتصاعدة، تحدث الرجلان هاتفيا لمدة ساعة، بعد يوم واحد من تحذير واشنطن وحلفائها من أن الجيش الروسي، الذي يضم 100 ألف جندي يتجمعون بالقرب من أوكرانيا، قد يضرب في أي وقت. وقد رفضت موسكو هذا التحذير ووصفته بانه " هستيريا " .
ولم يقل أي من الجانبين إن هناك انفراجة. وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس بايدن إن المكالمة كانت مهنية وموضوعية، ولكن لم يكن هناك تغيير جوهري.
وقال الكرملين إن الرئيس بوتين أبلغ الرئيس بايدن أن واشنطن فشلت في النظر في المخاوف الرئيسية لروسيا، ولم يتلق "إجابات جوهرية" حول العناصر الرئيسية، بما في ذلك توسيع حلف شمال الأطلسي ونشر قوات هجومية في أوكرانيا.
وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس بايدن إنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس بوتين ملتزما بالدبلوماسية، حتى في الوقت الذي وافق فيه على البقاء على اتصال مع الرئيس بايدن.
جاءت هذه الدعوة فى الوقت الذى انضمت فيه اسرائيل والبرتغال وبلجيكا الى قائمة الدول التى حثت مواطنيها على مغادرة اوكرانيا فورا .
وفى وقت سابق من يوم السبت , امرت وزارة الخارجية الامريكية معظم موظفى سفارتها بمغادرة اوكرانيا . وقال البنتاجون انه سيسحب حوالى 150 مدربا عسكريا .
ويعتزم الرئيس بايدن مقارنة الرقم القياسي بسجل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تحدث مع الرئيس بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت، وفقا للبيت الأبيض. تحدث كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين للرئيس بايدن مع نظرائهم الروس.
كما تحدث الرئيس بوتين مع الرئيس الكسندر لوكاشينكو زعيم بيلاروس الجارة الشمالية لاوكرانيا الذى يشارك فى مناورات عسكرية مشتركة كبرى مع روسيا .
بعد محادثات الرئيس ماكرون مع الرئيس بوتين، قال مسؤول في الرئاسة الفرنسية إنه لا يوجد ما يشير إلى ما قاله الرئيس بوتين للرئيس ماكرون بأن روسيا تستعد لهجوم على أوكرانيا.
وقال المسؤول الفرنسى " اننا ما زلنا يقظين جدا وحذرين من موقف روسيا لتجنب الاسوأ " .
اعلنت روسيا اليوم السبت انها قررت "تحسين" عدد موظفيها الدبلوماسيين في اوكرانيا خوفا من "استفزازات" من كييف او غيرها. وقالت ان سفاراتها وقنصلياتها فى اوكرانيا تواصل القيام بمهامها الرئيسية .
وفي سياق منفصل، قال مسؤول أمريكي يوم السبت إن لا أحد يعرف ما قرره الرئيس بوتين، لكن الخطوات التي تتخذها روسيا "على مرأى من الجميع" جعلتهم يخشون الأسوأ.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أبلغ بوتين خلال مكالمتهما أن الولايات المتحدة تشجع الدبلوماسية لكنها مستعدة "لسيناريو آخر".
وفى الوقت نفسه سار عدة الاف من الاوكرانيين فى كييف فى وسط المدينة وهم يهتفون " المجد لاوكرانيا " ويحملون لافتات تقول " اوكرانيا ستقاتل " و " يجب ان يموت الغزاة " .
وردد الرئيس زيلينسكي، الذي حضر تدريبات الشرطة في منطقة خيرسون الجنوبية، تقييم واشنطن بأن هجوما روسيا قد يحدث في أي وقت، لكنه شدد على أنه من المهم لأوكرانيا أن تبقى هادئة.
وقال " ان افضل صديق لعدونا هو الذعر فى بلادنا " .
وسعى الرئيس بوتين، الذي يتنافس على النفوذ في أوروبا ما بعد الحرب الباردة، للحصول على ضمانات أمنية من الرئيس بايدن لمنع انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، فضلا عن نشر صواريخ بالقرب من الحدود الروسية.
وفي الوقت نفسه، تعتبر واشنطن العديد من المقترحات غير مبدئية، لكنها شجعت الكرملين على مناقشتها مع واشنطن وحلفائها الأوروبيين.
ونفت موسكو مرارا رواية واشنطن قائلة انها نشرت قوات بالقرب من الحدود الاوكرانية للحفاظ على امنها ضد عدوان حلفاء الناتو .
وفى يوم السبت ايضا , قال الجيش الروسى انه استخدم " الوسائل المناسبة " لحمل الغواصات الامريكية على المغادرة من المياه الروسية فى اقصى الشرق بعد ان تجاهلت السفينة الطلبات الروسية بالمغادرة , حسبما ذكرت وكالة انباء انترفاكس .
ونقلت الصحيفة عن الجيش قوله انه تم اكتشاف الغواصة بالقرب من جزر كوريل فى الباسفيك فى المياه الروسية بينما كانت روسيا تجرى مناورات بحرية . ولم تعلق الحكومة الامريكية على الفور .
وقال أربعة مسؤولين أمريكيين لرويترز إن واشنطن تعتزم إرسال 3000 جندي إضافي إلى بولندا، الجارة الغربية لأوكرانيا، في الأيام المقبلة في محاولة للمساعدة في طمأنة حلفاء الناتو. وهم جزء من 8500 جندى على اهبة الاستعداد لنشرهم فى اوربا اذا لزم الامر .