موقع وقت الحرب المدرجة على أنها التراث الثقافي لليونسكو، وكوريا الجنوبية واليابان احتجاجا على بعضها البعض
قدمت كوريا الجنوبية واليابان احتجاجا ضد بعضهما البعض فيما يتعلق بتسجيل المواقع فى زمن الحرب كصيغة للتراث العالمى لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة / اليونسكو / لاختبار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .
وفى اوائل فبراير قدمت الحكومة اليابانية رسالة توصية لبناء منجم للذهب فى جزيرة سادو كموقع للتراث العالمى الى اليونسكو عقب موافقة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الاسبوع الماضى بالرغم من الاحتجاجات القوية من كوريا .
كان منجم سادو أحد أكبر منتجي الذهب في العالم في القرن السابع عشر، ولكن تم تحويله إلى منشأة لإنتاج المواد المتعلقة بالحرب خلال الحرب العالمية الثانية. وأغلق المنجم في عام 1989. ووفقا للوثائق التاريخية، أجبر ما يصل إلى 000 2 كوري على العمل في المناجم.
واذا سارت الامور وفقا للجدول الزمنى فان اليونسكو سترسل هيئتها الاستشارية لتفقد موقع المنجم هذا الخريف وتقرر فى مايو من العام القادم ما اذا كانت ستضيفه الى القائمة . ثم تقوم لجنة التراث العالمي بغربلة رأيه في ذلك الصيف.
وتحقيقا لهذه الغاية، تعتزم اليابان تشكيل فرقة عمل لتهدئة الاحتجاجات من كوريا الجنوبية وبلدان أخرى. وردا على جهود اليابان اعربت حكومة كوريا الجنوبية عن اسفها الشديد بينما شكلت ايضا قوة عمل .
وفى يوم الخميس , تحدث وزير الخارجية تشونج يوى يونغ هاتفيا مع وزير الخارجية اليابانى يوشيماسا هاياشى احتجاجا على الترشيح فى اليونسكو , بينما قال تشيونغ وا داى / قصر الرئاسة الكورى الجنوبى / انه سيرد بشكل منظم ومتعدد على خطوة اليابان .
ويقول المراقبون الدبلوماسيون إن كوريا الجنوبية بحاجة إلى التذكير باستراتيجيتها المستخدمة في عام 2015، عندما سعت اليابان إلى تصنيف 23 موقعا للثورة الصناعية في ميجي كمواقع للتراث العالمي لليونسكو.
ومن بينها جزيرة هاشيما المعروفة باسم " جزيرة السفن الحربية " فى كوريا الجنوبية حيث يعتقد ان ما يتراوح بين 500 و 800 كورى اجبروا على العمل بين عامى 1943 و 1945 بينما توفى 122 منهم .
وعلى الرغم من أن اليابان تلقت موافقة اليونسكو، إلا أن حكومة كوريا الجنوبية تركز جهودها على وكالة تابعة للأمم المتحدة تحث اليابان على الاعتراف باستخدام العمل القسري في زمن الحرب.
أمرت اليونسكو طوكيو بإعداد استراتيجية تفسيرية تسمح بفهم التاريخ الكامل لكل موقع قبل 1 ديسمبر/كانون الأول 2022، على الرغم من أن الحكومة اليابانية لم تنفذ توصيات للاعتراف باستخدام العمل القسري.
وقال لى وون - ديوج استاذ الدراسات اليابانية بجامعة كوكمين " فى الوقت الذى قد يبدو فيه من غير المعقول ان تحاول حكومة كوريا الجنوبية قصارى جهدها لمنع اليابان من السعى للحصول على قائمة اليونسكو للتراث العالمى ، الا ان السبب الرئيسى هو عدم ذكر اليابان ان الكوريين يكدحون فى جزيرة هاشيما ، مما يثير مخاوف من ان البلاد قد لا تذكر استخدام العمل الاجبارى فى زمن الحرب " . ونقلت صحيفة كوريا تايمز عن صحيفة كوريا تايمز يوم 3 فبراير .
واضاف " ان حكومة كوريا الجنوبية مطالبة برؤية الحكومة اليابانية للدلل على استخدام العمال الكوريين وقت الحرب فى منجم سادو الذى يعد هدفها الرئيسى بدلا من منع اليابان من اضافة الموقع الى قائمة اليونسكو " .
بيد أن الجانب السلبي المحتمل هو حقيقة أن كوريا الجنوبية ليست جزءا من لجنة التراث العالمي التي تضم 21 عضوا، بما في ذلك اليابان. وبالإضافة إلى ذلك، فإن لليابان رأيا أكبر في المنظمة، لأنها تتحمل ثاني أكبر حصة من الميزانية العادية لليونسكو بعد الصين.
وتواجه اليابان أيضا عبء المضي قدما في خطة الترشيح، في حين تضر بالتعاون الثلاثي مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ضد التهديد النووي المتزايد لكوريا الشمالية والتحديات الإقليمية الأخرى.
وذكر نيكى اليابانى ان وزير الخارجية الامريكى انطونى بلينكن ووزير الخارجية اليابانى اجريا محادثة هاتفية اليوم الاربعاء وناقشا العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان من بين اخرين ، بيد انه اضاف ان قضية منجم سادو ليست على جدول الاعمال .
وقال لي "بما أن المزيد من قضايا اليونسكو يمكن أن يحبط الإدارة الأميركية، التي تسعى إلى تعاون أمني ثلاثي بشأن القضية النووية لكوريا الشمالية، فقد يجعل ذلك حكومة كيشيدا غير مرتاحة".
منذ تنصيبه في كانون الثاني/يناير 2021، سعت إدارة جو بايدن إلى التعاون الدفاعي الثلاثي، ولكن دون جدوى بسبب العلاقة الفوضوية بين حليفيها الرئيسيين.
وصلت العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان الى ادنى مستوى لها منذ سنوات بسبب القضايا التاريخية والاقراضية .