منظمة العفو الدولية تتهم إسرائيل ب"الفصل العنصري" ضد الفلسطينيين
اتهمت منظمة العفو الدولية اسرائيل اليوم الثلاثاء باخضاع الفلسطينيين لنظام فصل عنصري يستند الى سياسة "الفصل والحرمان والاستبعاد" التي قالت انها تشكل جرائم ضد الانسانية.
وقالت المنظمة الحقوقية التى تتخذ من لندن مقرا لها ان النتائج التى توصلت اليها استندت الى ابحاث وتحليل قانونى فى تقرير من 211 صفحة حول مصادرة اسرائيل للاراضي والممتلكات الفلسطينية والقتل خارج نطاق القضاء والابعاد الاجبارى للاشخاص والحرمان من الجنسية .
ورفضت اسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة هذا التقرير، وهو الثاني الذي تصدره منظمة دولية لحقوق الانسان منذ اقل من عام تتهمها باتباع سياسة الفصل العنصري، وهي كلمة استخدمت اصلا لوصف السياسات العنصرية لجنوب افريقيا حول حكم الاقلية البيضاء والفصل العنصري في القرن العشرين.
وقالت إسرائيل إن التقرير "اكاذيب موحدة ومعاد تدويرها" من جماعات الكراهية، تهدف إلى "صب الوقود على نيران معاداة السامية". واتهم منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة باستخدام "المعايير المزدوجة والشيطنة لنزع الشرعية عن إسرائيل".
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية فى بيان لها " ان مجلس الامن الدولى والجمعية العامة ملزمان بالاهتمام الوثيق بالادلة القوية التى قدمتها منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الانسان الرائدة الاخرى التى تحمل اسرائيل مسؤولية جرائمها ضد الشعب الفلسطينى بما فى ذلك من خلال العقوبات " .
وقالت منظمة العفو الدولية ان اسرائيل تفرض نظاما للقمع والهيمنة على الفلسطينيين "اينما كانت تسيطر على حقوقهم" بما في ذلك العرب الاسرائيليون والفلسطينيون في الاراضي المحتلة واللاجئون الذين يعيشون في الخارج.
وتشمل هذه الاجراءات فرض قيود على حركة الفلسطينيين فى الاراضى المحتلة فى حرب الشرق الاوسط عام 1967 ، ونقص الاستثمار فى المجتمعات الفلسطينية فى اسرائيل ، ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين .
وإلى جانب التشريد القسري والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء، الذي تقول منظمة العفو الدولية إنه يهدف إلى الحفاظ على نظام "القمع والهيمنة"، فإنها تشكل "جرائم ضد الإنسانية من الفصل العنصري".
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لابيد ان "اسرائيل ليست مثالية لكنها ديموقراطية ملتزمة بالقانون الدولي ومفتوحة للمراقبة مع صحافة حرة ومحكمة عليا قوية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية نيد برايس للصحفيين " اننا نرفض وجهة النظر القائلة بان تصرفات اسرائيل تشكل فصلا عنصريا " .
واضاف "نعتقد انه من المهم، باعتبارها الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، الا يحرم اليهود من حقهم في تقرير المصير ويجب ان نضمن عدم تطبيق معايير مزدوجة".
وقد ذكرت اسرائيل المخاوف الامنية فى فرض قيود على سفر الفلسطينيين الذين شملت انتفاضتهم فى اوائل الالف الاول من القرن العشرين تفجيرات انتحارية فى المدن الاسرائيلية .
ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم الخاصة في الضفة الغربية وغزة، وعاصمتها القدس الشرقية. وتدير حماس قطاع غزة الساحلي الذي احتلته اسرائيل ايضا في حرب 1967 لكنها تخلت عنه في 2005، وتعتبره الغرب مجموعة ارهابية.
انهارت الجولة الأخيرة من محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في عام 2014.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد في مؤتمر صحفي في القدس إن "استنتاجاتنا قد تكون صادمة ومثيرة للقلق، وهي محقة في ذلك".
وقال كالامارد " ان البعض داخل الحكومة الاسرائيلية قد يسعون الى صرف النظر عنهم ، واتهموا منظمة العفو الدولية بمحاولة زعزعة استقرار اسرائيل زورا او انها معادية للسامية ، او اختيار اسرائيل بشكل غير عادل " ، واضاف ان مثل هذه الانتقادات " لا اساس لها " .
وفي سياق منفصل، ندد الاتحاد اليهودي في أمريكا الشمالية بالتقرير ووصفه بأنه "يشوه القانون الدولي بشكل غير مسؤول، ويعزز الخطاب البغيض والحط من شأنه المرتبط بالمدارات القديمة المعادية للسامية، بينما يتجاهل أو يغطي العنف والإرهاب والتحريض الذي يرتكبه الفلسطينيون".
وردد المجلس المركزي لليهود في ألمانيا هذا البيان ودعا القسم الألماني في منظمة العفو الدولية إلى النأي بنفسه عن التقرير، الذي وصفه بأنه معاد للسامية.
وقالت منظمة العفو الدولية إن على مجلس الأمن الدولي فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل، لأنها قتلت عشرات المدنيين خلال احتجاجات أسبوعية على الحدود مع غزة في 2018-2019. وقالت اسرائيل ان الاحتجاجات شملت محاولات من مسلحين فلسطينيين لاختراق سورها الحدودى .