الرئيس بوتين يتهم الولايات المتحدة بمحاولة جر روسيا إلى الحرب
اتهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الغرب اليوم الثلاثاء باختراع سيناريو يهدف الى اغراءه بالحرب عمدا متجاهلا المخاوف الامنية لروسيا بشأن اوكرانيا .
وفي أول تعليق علني مباشر له على الأزمة منذ ما يقرب من ستة أسابيع، لم يبد الرئيس بوتين المتحدي أي علامة على التراجع عن المطالب الأمنية، التي وصفها الغرب بأنها سبب منافي للعقل وممكن لشن غزو، وهو ما تنفيه موسكو.
وقال الرئيس بوتين فى مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء المجرى الزائر ، وهو احد قادة الناتو الذين يحاولون التوسط معه مع تصاعد الازمة " من الواضح الان انه يتم تجاهل المخاوف الجوهرية لروسيا " .
ووصف الرئيس بوتين سيناريو مستقبليا محتملا، يتم فيه قبول أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي ومن ثم تسعى لاستعادة شبه جزيرة القرم، وهي الأراضي التي استولت عليها روسيا في عام 2014.
واضاف "لنتصور ان اوكرانيا عضو في حلف شمال الاطلسي وتبدأ هذه العملية العسكرية. هل علينا أن نذهب إلى الحرب مع كتلة حلف شمال الأطلسي؟ هل فكر أحد في الأمر؟ على ما يبدو لا".
وقد حشدت روسيا اكثر من 100 الف جندى على الحدود الاوكرانية حيث قالت الدول الغربية انها تخشى ان يخطط الرئيس بوتين للهجوم .
وتنفي روسيا ذلك، لكنها تقول إنها تستطيع القيام بعمل عسكري غير محدد ما لم يتم تلبية مطالبها الأمنية. وتقول الدول الغربية ان اى غزو سيجلب عقوبات ضد موسكو .
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الكرملين يريد من الغرب احترام اتفاق 1999 الذي ينص على انه لا يمكن لاية دولة ان تعزز امنها على حساب دول اخرى تعتبرها في صلب الازمة.
واثار الميثاق الذي وقعه في اسطنبول اعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تضم الولايات المتحدة وكندا خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن.
وقال وزير الخارجية لافروف ان وزير الخارجية بلينكن قبل الحاجة الى مواصلة مناقشة هذه القضية بينما ركز التقرير الامريكى حول المكالمة على حاجة موسكو الى التنحى .
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية للصحافيين "اذا كان الرئيس بوتين لا يريد حقا الحرب او تغيير النظام، فان الوقت قد حان لسحب القوات والتسلح الثقيل والدخول في مناقشات جدية".
ولم يتحدث الرئيس بوتين علنا عن الازمة الاوكرانية منذ 23 كانون الاول/ديسمبر تاركا غموضا حول موقفه الشخصي في حين شارك دبلوماسيون من روسيا والغرب في جولات متكررة من المحادثات.
وعكست تصريحاته يوم الثلاثاء وجهة نظر عالمية تحتاج فيها روسيا الى الدفاع عن نفسها ضد الولايات المتحدة العدوانية والعدائية . وقال بوتين ان واشنطن لا تهتم اساسا بامن اوكرانيا ، وانما باحتجاز روسيا .
واضاف "في هذه الحالة، اوكرانيا نفسها ليست سوى وسيلة لتحقيق هذا الهدف".
واضاف "يمكن ان يتم ذلك بطريقة مختلفة من خلال جذبنا الى نوع من النزاع المسلح وبمساعدة حلفائهم الاوروبيين فرض عقوبات صارمة يتحدثون عنها الان في الولايات المتحدة".
ومن ناحية اخرى ، قال رئيس الوزراء المجرى فيكتور اوربان ، الذى كثيرا ما يناقش مع قادة اوروبا الغربية حول الديمقراطية فى بلاده ، انه مقتنع بعد محادثاته مع بوتين بان هناك مجالا للتوصل الى حل وسط .
وقال رئيس الوزراء أوربان " أعتقد أنه يمكن اليوم سد الخلافات فى المواقف القائمة ، ومن الممكن التوقيع على اتفاق يضمن السلام ويضمن أمن روسيا ، كما أن تقبله الدول الأعضاء فى الناتو .
وقد سارعت الدول الغربية إلى إظهار التضامن مع أوكرانيا. التقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف، متهما بوتين بتوجيه مسدس إلى رأس أوكرانيا للمطالبة بتغيير البنية الأمنية في أوروبا.
وقال "من المهم جدا ان تتراجع روسيا وتختار طريق الدبلوماسية. وأعتقد أنه لا يزال ممكنا. نريد الدخول في حوار بالطبع، لكننا أعددنا عقوبات، ونوفر الدعم العسكري، وسنكثف أيضا تعاوننا الاقتصادي".
وأكد رئيس الوزراء جونسون من جديد أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيؤدي إلى كارثة عسكرية وإنسانية.
وقال "هناك 200 الف رجل وامرأة تحت الاسلحة في اوكرانيا، سيقاومون بضراوة ودموية كبيرة جدا. أعتقد أن الآباء والأمهات في روسيا يجب أن يفكروا في هذه الحقيقة وآمل حقا أن يتراجع الرئيس بوتين عن طريق الصراع وأن نشارك في الحوار".
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس زيلينسكي، الذي قلل مرارا من إمكانية غزو وشيك، وقع مرسوما بزيادة قواته المسلحة بمقدار 000 100 جندي على مدى ثلاث سنوات. ودعا المشرعين الى التزام الهدوء وتجنب الذعر .
وقال الرئيس زيلينسكي ان زيادة عدد القوات "ليس لاننا سنخوض حربا قريبا، لكن ذلك سيكون قريبا وفي المستقبل سلاما في اوكرانيا".