الولايات المتحدة تحث الصين على استخدام نفوذها على روسيا لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية

دعت الولايات المتحدة الصين اليوم الخميس إلى استخدام نفوذها على روسيا للضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية، لكن خبراء السياسة يشكون في أن تدعم بكين واشنطن في هذا المأزق.

وتحدث وزير الخارجية الصيني وانغ يي هاتفيا مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن وقالت بكين انها تريد من جميع الاطراف التزام الهدوء والامتناع عن القيام باشياء تؤجج التوتر وتصعد الازمة.

واكدت وزارة الخارجية البريطانية انه يجب خفض التوتر وحذرت من المخاطر الامنية والاقتصادية لاي عدوان روسي على اوكرانيا.

وردا على ذلك قالت وكيلة وزارة الخارجية الامريكية للشئون السياسية فيكتوريا نولاند ان الرسالة الامريكية الى بكين واضحة للغاية .

وقال نولاند في مؤتمر صحفي دوري لوزارة الخارجية الأميركية، نقلا عن وكالة رويترز في 28 كانون الثاني/يناير، "ندعو بكين إلى استخدام نفوذها على موسكو للضغط من أجل الدبلوماسية، لأنه إذا كان هناك صراع في أوكرانيا، فلن يكون ذلك جيدا للصين أيضا".

وقال "سيكون هناك تأثير كبير على الاقتصاد العالمي. وسيكون هناك تأثير كبير في قطاع الطاقة".

ومن ناحية اخرى ، قال سفير الصين لدى الامم المتحدة تشانغ جون ان " الهدنة الاوليمبية " لدورة الالعاب الاوليمبية الشتوية فى بكين التى تبدأ يوم 4 فبراير ستبدأ اعتبارا من 28 يناير .

وكتبت تشانغ في تغريدة على تويتر "دعونا نغتنم هذه الفرصة لتعزيز السلام والتضامن والتعاون والقيم المشتركة الأخرى التي تتقاسمها البشرية جمعاء، لجعل عالمنا مكانا أفضل.

ومن المعروف ان روسيا تقوم ببناء قواتها على الحدود الاوكرانية منذ شهور وتطالب الناتو بسحب قواتها واسلحةها من اوروبا الشرقية وتمنع اوكرانيا ، و الدولة التى كانت عضوا بالاتحاد السوفيتى السابق ، من الانضمام الى التحالف العسكرى الذى تقوده الولايات المتحدة .

ويرفض حلفاء الناتو ذلك، لكنهم يقولون إنهم مستعدون لمناقشة تدابير الحد من الأسلحة وبناء الثقة.

وقال دانيال روسيل، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين لشؤون آسيا في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إنه على الرغم من أن الصين لم تكن راضية عن غزو محتمل لأوكرانيا عشية الألعاب الأولمبية، "اختار وانغ يي الدفاع عن "المخاوف الأمنية المشروعة" لروسيا بدلا من تقديم أي دعم لبلينكن".

وقالت بوني غلاسر من صندوق مارشال الالماني في الولايات المتحدة ان بكين يمكن ان تكون مفسدة لاي محاولة من الولايات المتحدة وحلفائها لفرض تكاليف على روسيا.

وقال " يبدو من غير المحتمل ان تتمكن الولايات المتحدة من التعامل مع الصين بشأن اوكرانيا . ولن تؤيد بكين استخدام القوة ولكنها تتعاطف مع وجهة نظر روسيا حول الناتو . وهذا لا يتعلق فقط بالألعاب الأولمبية".

وقال انه اذا فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى عقوبات على روسيا " فمن المحتمل ان تتخذ الصين خطوات لتخفيف التأثير " .

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة حثت أوكرانيا وروسيا على العودة إلى سلسلة من الاتفاقيات لإنهاء الحرب الانفصالية الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا.

غير أن الخطوات المنصوص عليها فيما يسمى بمعاهدة مينسك الثانية ظلت دون تنفيذ، تحت إصرار روسيا على أنها ليست طرفا في الصراع، وبالتالي فهي غير ملزمة بشروطها باعتبارها عقبة رئيسية.

ومن ناحية اخرى ، قال وانغ ان اتفاق مينسك الجديد يعد " وثيقة سياسية اساسية تعترف بها جميع الاطراف ويجب تنفيذها بشكل فعال " . وقال ان الصين ستدعم الجهود التى تبذل وفقا " لتوجيه وروح الاتفاقية " .