وزير الدفاع الأوكراني يحاول تهدئة المواطنين حول الغزو الروسي: لا تقلق، احظوا بنوم جيد
جاكرتا -- حاول القادة الاوكرانيون يوم الثلاثاء طمأنة الامة بان غزوا من روسيا المجاورة بات وشيكا , حتى فى الوقت الذى اعترفوا فيه بان التهديد حقيقى , وقبلوا شحنات من المعدات العسكرية الامريكية لدعم دفاعاتهم .
ونفت موسكو انها تخطط لشن هجوم ، بيد انها جمعت حوالى 100 الف جندى بالقرب من اوكرانيا فى الاسابيع الاخيرة ، حيث اجريت مناورات عسكرية فى عدة مواقع فى روسيا . وقد أدى ذلك إلى اندفاع الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي للاستعداد لحرب محتملة.
وقد فشلت عدة جولات من الدبلوماسية عالية المخاطر في تحقيق أي انفراجة، وتصاعدت التوترات أكثر هذا الأسبوع. ويقول حلف شمال الاطلسي انه يعزز ردعه في منطقة بحر البلطيق.
وامرت الولايات المتحدة بنشر 8.500 جندى فى حالة تأهب قصوى تحسبا لاحتمال نشرهم فى اوربا كجزء من " قوة الرد " التابعة للحلف اذا لزم الامر . كما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه مستعد لإرسال قوات لحماية حلفاء الناتو في أوروبا.
وقد تعهدت الولايات المتحدة وحلفاؤها بضرب روسيا بعقوبات غير مسبوقة إذا أرسلت موسكو جيشها إلى أوكرانيا. بيد انهم لم يقدموا سوى القليل من التفاصيل ، قائلين انه من الافضل ابقاء الرئيس فلاديمير بوتين يخمن .
وردا على التطورات في الوضع، حاولت السلطات الأوكرانية إبداء الهدوء حتى لا تزعزع استقرار الوضع، وتجنب الذعر، حيث أعرب العديد من المواطنين عن شكوكهم بشأن غزو وشيك.
وفي البرلمان، قال وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف "حتى اليوم، لا يوجد سبب للاعتقاد" بأن روسيا تستعد لضربها في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن القوات الروسية لم تشكل بعد ما أسماه جماعة مقاتلة يمكن أن تخترق الحدود.
"لا تقلق، نام جيدا. لا حاجة لحزم حقائبكم"، نقلا عن وكالة أسوشيتد برس في 26 كانون الثاني/يناير.
جاءت تصريحات ريزنيكوف عقب عدة تطمينات من الرئيس فولوديمير زيلينسكى ومسئولين اخرين . وفى يوم الاثنين قال الرئيس زيلينسكى للبلاد ان الوضع " تحت السيطرة " .
الا ان وزير الدفاع اقر في مقابلة بثت مساء الاثنين بان "هناك سيناريوهات محفوفة بالمخاطر" "قد تحدث في المستقبل".
ويقول المحللون ان القادة الاوكرانيين عالقون بين محاولة تهدئة الامة وضمان تقديم مساعدات كافية من الغرب فى حالة الغزو .
وقال المحلل السياسي فولوديمير فيسينكو ان "السلطات الاوكرانية تحاول منع زعزعة الاستقرار والذعر في الداخل وبالتالي فان بيانا مطمئنا يقول انه لا يوجد تهديد بغزو روسي وشيك".
واضاف ان "خطط الكرملين تشمل تقويض الوضع داخل اوكرانيا وتأجيج الهستيريا والخوف بين المواطنين الاوكرانيين وتجد السلطات في كييف صعوبة متزايدة في احتواء كرة الثلج هذه".
واظهر استطلاع للرأى اجراه معهد كييف الدولى لعلم الاجتماع ان حوالى 48 فى المائة من الاوكرانيين يعتقدون ان الغزو فى الشهور القادمة يمثل تهديدا حقيقيا .
ولكن مع إدراك الكثيرين لاحتمال أن تكون التحركات الأخيرة جزءا من حرب إعلامية، قال 39 في المائة إنهم لا يرون ذلك يحدث. وكان هامش الخطأ فى الاستطلاع الوطنى الذى شمل 1.205 اشخاص خلال الفترة من 21 الى 22 يناير يتجاوز 3.2 نقطة مئوية .
ولم تمنع الأزمة مجموعات كبيرة من الناس من التجمع أمام البرلمان في كييف، مطالبين بإجراء تغييرات على قوانين الضرائب في الولاية، بل واشتبكوا مع الشرطة في وقت ما. وشاهد أوكرانيون آخرون بحذر.
وقال "بالطبع، نحن نخشى العدوان والحرب الروسية، مما سيؤدي إلى مزيد من الفقر في أوكرانيا. لكننا سنضطر الى القتال والدفاع عن انفسنا".
"أنا مستعد للقتال، لكن عائلتي كلها لا تريد ذلك وتعيش في توتر. كل يوم الأخبار تخيفنا أكثر وأكثر.