روسيا تقول إن المناقشات حول أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود وبولندا تحذر من خطر غرق أوروبا في الحرب
جاكرتا - قال وزير الخارجية البولندي يوم الخميس إن أوروبا أقرب إلى الحرب من أي وقت مضى في السنوات الثلاثين الماضية، في الوقت الذي قدمت فيه روسيا تقييما قاتما للجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع لتخفيف حدة التوتر بشأن أوكرانيا.
وتقول روسيا انها وصلت الى طريق مسدود فى الوقت الذى تحاول فيه اقناع الغرب بمنع اوكرانيا من الانضمام الى الناتو ، مما يتراجع عن توسع الحلف المستمر منذ عقود فى اوروبا .
ويقدم التقرير وجهة نظر واضحة قبل اختتام الاجتماع الامنى الذى سيعقد هذا الاسبوع حيث تجرى محادثات فى فيينا يوم الخميس بمشاركة منظمة الامن والتعاون فى اوروبا التى تضم 57 دولة .
ودون ذكر روسيا في خطابه أمام مبعوثين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم 57 عضوا، أشار وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو إلى التوترات في أوكرانيا وجورجيا وأرمينيا ومولدوفا، وهي جميع البلدان التي شهدت صراعات نشطة أو مجمدة اتهمت روسيا بالتورط فيها.
وقال نقلا عن وكالة رويترز في 12 كانون الثاني/يناير "يبدو أن خطر الحرب على منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أكبر الآن من أي وقت مضى في السنوات الثلاثين الماضية".
وتابع قائلا: "لقد واجهنا منذ عدة أسابيع احتمال حدوث تصعيد عسكري كبير في أوروبا الشرقية"، حيث أطلق قيادته التي استمرت عاما في أكبر منظمة أمنية في المنطقة. ولم يبلغ عن أي تقدم في الاجتماع.
وفي الوقت نفسه، قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف لتلفزيون RTVI في مقابلة، إن المتخصصين العسكريين الروس يمنحون الرئيس فلاديمير بوتين خيارات إذا تفاقم الوضع حول أوكرانيا، ولكن ينبغي إعطاء الدبلوماسية فرصة.
الا انه قال ان المحادثات مع الولايات المتحدة في جنيف الاثنين ومع حلف شمال الاطلسي في بروكسل الاربعاء اظهرت ان هناك "طريق مسدود او اختلاف في النهج". ولم ير أي سبب للجلوس مرة أخرى في الأيام المقبلة لبدء نفس المناقشة مرة أخرى.
ومع ذلك، قال المبعوث الأمريكي لمحادثات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن الغرب يجب ألا يستسلم للابتزاز.
وقد اجبرت روسيا الولايات المتحدة وحلفائها على الجلوس الى مائدة المفاوضات من خلال حشد حوالى 100 الف جندى بالقرب من الحدود مع اوكرانيا بينما نفت خططها للهجوم . وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ان مطالب الولايات المتحدة بتنحيهم غير مقبولة .
وقال وزير الخارجية الاوكرانى ديميترو كوليبا " بالرغم من ان الاسبوع الدبلوماسى الرئيسى لروسيا لم يكن مرضيا ، الا اننى اعتقد ان السبيل الوحيد امام روسيا لتأكيد عدم اعتزامها حل القضية بالقوة هو مواصلة المناقشات بالشكل الموجود بالفعل ، وخاصة فى منظمة الامن والتعاون فى اوروبا " .
وفي سياق منفصل، قال السفير الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: "إذا لم نسمع ردا بناء على اقتراحنا في غضون إطار زمني معقول، مع استمرار خط السلوك العدواني تجاه روسيا، فسوف نضطر إلى استخلاص الاستنتاجات المناسبة واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة. ضمان التوازن الاستراتيجي والقضاء على التهديدات غير المقبولة لأمننا القومي".
وقال " ان روسيا دولة محبة للسلام . لكننا لسنا بحاجة إلى السلام بأي حال من الأحوال. والحاجة إلى الحصول على هذا الضمان الأمني الرسمي قانونا بالنسبة لنا هي حاجة غير مشروطة".
وكان خطابه متسقا مع نمط من التصريحات الاخيرة التى قالت فيها روسيا انها تريد حلا دبلوماسيا ولكنها رفضت ايضا الدعوات لعكس اتجاه زيادة قواتها محذرة من عواقب غير محددة على الامن الغربى اذا لم يتم الاساءة لمطالبها .
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا قالت إنها ستقرر خطواتها التالية بعد محادثات هذا الأسبوع. وهدد باتخاذ "اجراءات عسكرية تقنية" غير محددة في حال رفض مطالبه.
وقالت نائبة وزير الخارجية الامريكى ويندى شيرمان يوم الاربعاء انه اذا خرجت روسيا من الحوار , فان ذلك سيظهر انها لم تكن جادة ابدا فى الدبلوماسية .