كشف عن خلافات كبيرة مع روسيا، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: هناك خطر حقيقي من اندلاع صراع مسلح جديد في أوروبا
اعلنت منظمة حلف شمال الاطلسي اليوم الاربعاء انها مستعدة لاجراء محادثات مع روسيا حول الحد من التسلح ونشر الصواريخ لتجنب خطر اندلاع حرب في اوروبا، الا ان موسكو قالت ان الوضع "خطير جدا" وان الطريق الى الامام غير واضح.
تبدو الهوة بين موقفى روسيا والولايات المتحدة وحلفائها حادة كما كانت دائما بعد اربع ساعات من المحادثات فى بروكسل ببلجيكا وهاى ثانى محاولة هذا الاسبوع لنزع فتيل الازمة التى اثارتها قوات روسية كبيرة بالقرب من اوكرانيا .
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ ان الحلف مستعد لاجراء محادثات حول الاسلحة لكنه لن يسمح لموسكو باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد طموح اوكرانيا للانضمام الى حلف شمال الاطلسي في يوم من الأيام، وهو مطلب اساسي تقول روسيا انها لن تتخلى عنه.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي نقلا عن رويترز في 13 كانون الثاني/يناير"هناك خطر حقيقي من نشوب نزاع مسلح جديد في أوروبا".
وقال "هناك خلافات كبيرة بين حلفاء الناتو وروسيا. ولن يكون من السهل سد خلافاتنا".
ومن ناحية اخرى ، قال نائب وزير الخارجية الروسى الكسندر جروشكو ان موسكو مستعدة لاجراء محادثات حول نشر الاسلحة واجراءات التحقق ، بيد انها لن تسمح بالتصويت على اقتراحها .
وفى مؤتمر صحفى مطول قال جروشكو ان روسيا لا تستطيع ان تأخذ ادعاء الناتو بانه تحالف دفاعى لا يشكل تهديدا له . وقال إنه سيرد بشكل متناظر على أي محاولة لكبح جماحه أو تخويفه.
وقال غروشكو "اذا كان هناك بحث عن نقاط ضعف في انظمة الدفاع الروسية، فسيكون هناك ايضا بحث عن نقاط ضعف في حلف شمال الاطلسي".
واكد " ان هذا ليس خيارنا ، بيد انه لن تكون هناك طريقة اخرى اذا فشلنا فى عكس مسار الاحداث الخطيرة للغاية فى الوقت الحالى " .
وقال غروشكو في وقت لاحق إن موسكو ستستخدم الوسائل العسكرية لتحييد التهديدات الأمنية إذا ثبت أن الدبلوماسية غير كافية.
ونقلت وكالة انباء انترفاكس عن نائب وزير الدفاع الروسى الكسندر فومين قوله ان " جهل " الناتو بالمقترحات الامنية الروسية يخلق خطر وقوع " حوادث وصراع " .
وتجدر الإشارة إلى أن محادثات هذا الأسبوع - التي تبدأ بالاجتماع الروسي الأمريكي في جنيف يوم الاثنين وستستمر يوم الخميس في فيينا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تأتي في واحدة من أكثر اللحظات تعقيدا في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.
وتنفي روسيا خططها لمهاجمة اوكرانيا لكنها تقول انها بحاجة الى مجموعة من الضمانات لامنها بما في ذلك وقف توسيع حلف شمال الاطلسي وسحب قوات الحلف من دول اوروبا الوسطى والشرقية التي انضمت بعد 1997.
وفي الوقت نفسه، أكدت نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان مجددا أن المطالب "ليست بداية". وصرح شيرمان للصحفيين بانه من الصعب فهم سبب شعور روسيا المسلحة نوويا بالتهديد من جارتها الاصغر بكثير ولماذا تجرى تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من حدودها مع اوكرانيا .
هل الأمر يتعلق بالغزو؟ هل الأمر يتعلق بالترهيب؟ هل هو عن محاولة أن تكون تخريبية؟ لا اعرف، لكن ذلك لا يؤدي الى التوصل الى حل دبلوماسي".
وقال ان روسيا لم تقدم اية التزامات بتخفيف التصعيد ، بيد انها لم تقل ايضا انها لن تفعل ذلك .
وعلى الرغم من الهوة في الموقف، قال ستولتنبرغ إن الاجتماع كان إيجابيا مع جميع حلفاء الناتو الثلاثين وأن روسيا "جلست على طاولة واحدة وشاركت في مواضيع جوهرية".
وقال غروشكو انه لا يتذكر اي مناقشات قاطعة وصريحة مع حلف شمال الاطلسي. وقال ان التقدم ممكن ، بيد ان هناك مجالات لا تستطيع روسيا التراجع فيها .
وقال ان موسكو تريد ردا مكتوبا من الناتو حول اقتراحها وان تسمع من الحلف كيف ستنفذه او اذا لم تنفذه فلماذا لا تفعل ذلك .