هزم في المحكمة العليا في لندن، يجب على حاكم دبي الشيخ محمد دفع 10.4 تريليون روبية للأميرة هيا

جاكرتا - أمرت المحكمة العليا في لندن، إنجلترا، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بدفع أكثر من 544 مليون جنيه إسترليني أو حوالي 10.4 تريليون روبية مقابل الدعوى القضائية التي رفعتها زوجته السابقة الأميرة هيا بنت الحسين.

وقال القاضى فيليب مور ان الاموال التى يطلق عليها اسم سجل فى الملاحقات العامة فى بريطانيا قد خصصت الى حد كبير لضمان سلامة الاميرة هيا وطفليها نظرا للمخاطر الكبيرة التى يشكلها الشيخ عليهم .

وقال القاضي مور نقلا عن وكالة رويترز في 21 كانون الأول/ديسمبر إنه "لم يسع للحصول على الائتمان لنفسه سوى الأمن" وتعويضه عن الممتلكات المفقودة نتيجة انهيار الزواج.

ووجه الشيخ محمد بدفع مبلغ 251.5 مليون جنيه إسترليني لمرة واحدة على مدى ثلاثة أشهر للأميرة هيا لصيانة قصورها البريطانية، وتغطية الأموال التي قالت إنها مدينة بها للمجوهرات وخيول السباق، وتكاليف أمنها المستقبلية.

كما صدر أمر للشيخ، الذي يشغل منصب نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس وزرائها، بدفع 3 ملايين جنيه لتعليم جليلا (14) وزايد (9)، بالإضافة إلى 9.6 مليون جنيه متأخرات. كما طلب منه دفع 11.2 مليون جنيه سنويا لرعاية الأطفال، ولسلامة أطفالهم عندما كبروا.

وسيتم تأمين هذه الدفعة من خلال ضمان بقيمة 290 مليون جنيه إسترليني يحتفظ به بنك HSBC. وكان المبلغ النهائي، على الرغم من أن بعض المحامين في لندن يعتقدون أنه أكبر جائزة عامة تأمر بها محكمة الأسرة البريطانية، أقل من نصف مبلغ 1.4 مليار جنيه استرليني الذي كانت تسعى إليه هيا في البداية.

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. (ويكيميديا كومنز/سيبادي)

وخلال ما يقرب من سبع ساعات من الادلاء بشهادتها قالت الاميرة هيا ان الدفعة الضخمة لمرة واحدة ستسمح بقطع العلاقات وتطلق قبضة الشيخ عليه وعلى اطفالهم .

وقال للمحكمة "اريد حقا ان اكون حرا واريدهم ان يكونوا احرارا".

وعقب صدور الحكم، قال المتحدث باسم الشيخ إنه "حرص دائما على حماية أطفاله" وطلب من وسائل الإعلام احترام خصوصيتهم. ولم يرد محامي هيا على الفور على طلب التعليق.

وتعد هذه التسوية أحدث تطور في ملحمة قانونية بدأت عندما فرت الأميرة إلى بريطانيا في أبريل 2019، خوفا على سلامتها بعد أن بدأت علاقة مع أحد حراسها الشخصيين، وبعد شهر من طلبها الطلاق من الشيخ.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، قضت محكمة في لندن بأن الشيخ محمد قام بحملة من التهديدات والترهيب جعلته يخشى على حياته، وأنه كان قد اختطف ابنتيه وتحرش بهما في زواج آخر.

وفي وقت سابق من هذا العام، حكم رئيس شعبة الأسرة في إنجلترا وويلز، وهو قاض كبير، بأن الشيخ محمد أمر باختراق هواتف هيا ومحاميها، وأحدهم عضو في البرلمان، باستخدام أحدث برامج "بيغاسوس"، وهي برمجيات أمن الدولة.

الأميرة هيا لم تطلب تسوية الطلاق. ولم تعط اي تفسير لكن محاميها قال انه يحق لها الحصول على مليارات الدولارات كزوجة سابقة لاحد اغنى رجال العالم.

وقال محامي الشيخ نايجل داير للمحكمة خلال جلسة لم يتسن الابلاغ عنها حتى الثلاثاء ان "الادعاءات المتعلقة بمالية الام وحجم المساعدات المطلوبة لم يسبق لها مثيل".

الأميرة هيا بنت الحسين. (المصدر: صورة الأمم المتحدة/إيفان شنايدر)

يقول أن مطالبها مبالغ فيها وهي في الواقع تدعي نفسها تحت ستار أطفالها. كما اتهم الاميرة باختلاس اموال الاطفال قائلا انها دفعت 6.7 مليون جنيه للمبتز الذى كان جزءا من فريقه الامنى لابقاء القضية سرا .

وفي الوقت نفسه، لم تستمع المحكمة إلى المبتز المزعوم. قالت الأميرة هيا إنها استخدمت المال من حسابات الأطفال لأنها كانت خائفة.

وفي سياق منفصل، قال نيكولاس كوسورث، محامي هيا، إن الرسوم القانونية على مدى العامين ونصف العام وصلت إلى أكثر من 70 مليون جنيه إسترليني، مضيفا أن المبلغ الحقيقي للمبلغ الهائل الذي أنفقه (محمد) لن يعرف أبدا.

وسيتم استخدام معظم مطالب الاميرة هيا فى الامن ، وفقا لما ذكرته تفاصيل التسوية . وقال الحكم ان هذا هو الحفاظ على سلامة الاطفال من الاختطاف من قبل ابائهم ، بما فى ذلك اموال لأسطول من السيارات المدرعة يتم استبدالها كل بضع سنوات .

وقالت مور إن الأميرة هيا وأطفالها بحاجة إلى أحكام كافية لحمايتهم من الشيخ، وبسبب وضعهم الملكي.

وقال "ان التهديد الرئيسي الذي يواجهونه هو من (الشيخ) نفسه وليس من مصادر خارجية. سيبقى هناك خطر واضح وقائم على (هيا) لبقية حياتها، سواء كان ذلك من (محمد) أو فقط من الإرهابيين العاديين"، في إشارة إلى التهديد الأمني الذي يواجهه شخص في موقف هيا.

وتجدر الإشارة إلى أن أكبر مبلغ كان مقدرا سابقا أمرت به محكمة بريطانية هو الملياردير الروسي فركاد أحمدوف الذي أمر بدفع 453.6 مليون جنيه إسترليني لتسوية طلاقه في عام 2016.

وكان الشيخ محمد قد عرض في السابق دفع مبلغ صيانة روتيني قدره 10 ملايين جنيه إسترليني سنويا، وقدم ضمانا بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني.